من هذا إلى ذلك.. يا قلبي لا تحزن، حكمة قديمة تداولها الأجداد وتعني أن من كان يتولى أمرك ومسؤول عنك تسبب لك في متاعب كثيرة، ومن يأتي بعده لن تغادر معه تلك المتاعب..
تلك هي عناوين رسالة وزير خارجية العراق – في حكومة تصريف الأعمال – إبراهيم الجعفري، لرئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي !
فالرجل الذي يبلغ من العمر 71 عاما لازال يأمل في الاستمرار بمنصبه كوزير لخارجية العراق، إذ ارتدى في رسالته التي بعث بها – في صورة بيان – مع ساعات السبت 6 أكتوبر / تشرين الأول 2018 الأولى، عباءة الناصح الأمين لعادل عبد المهدي وقال له أوصيك بضرورة الاعتماد على من وصفهم بالأمناء في كابينته؛ كي يصل بحسب تعبيره إلى مصاف دول العالم المتحضرة!
بل وزاد على ذلك، بتوجيه النصيحة لرئيس الحكومة المكلف بأن عليه أن ينتقل بالعراق إلى مرحلة الازدهار الاقتصادي والاستقرار السياسي والاستتباب الأمني، وتناسى الجعفري فيما يبدو أنه كان ضمن فريق عمل تسبب في فقدان بلاد الرافدين لكل تلك المفاهيم لعدة سنوات..
رغم ذلك، لا مانع من وصلة مديح وثناء لعادل عبد المهدي الآن؛ فلعل طاولة الوزارة الجديدة بها مقعد شاغر في انتظار كلماته الغراء!
قال الرجل الذي شغل منصب رئيس وزراء العراق من عام 2005 إلى 2006، إنه حقا تلقى نبأ تكليف عبد المهدي باعتزاز كبير، معربا له عن أعمق التهاني ومقدما خالص الدعوات.
ولم يفت الجعفري أن يقدم نفسه لعبد المهدي بأسلوبه الخاص بدبلوماسيته العتيقة التي وجدها حيلة لربما يمر بها إلى ذهنه ووجدانه، فراح يغازله – أو هكذا ظن – بقوله إن عليك ان تشهد إبرام أقوى العلاقات مع دول العالم .. الجعفري قالها “برم وليس إبرام”.. لكن هذه نتركها لأصحاب اللغة العربية.. فقط هو أراد أن يعبر عن وجوده كشخص قادر على قيادة الدبلوماسية العراقية!
في النهاية، كانت نصيحة وزير خارجية العراق منذ العام 2014 والذي تحدثت أنباء عن استخراجه جواز سفر خاص – قبل بضعة أيام – يتيح له مميزات خاصة بالشخصيات رفيعة المستوى حتى لا يتوقف في المطارات إذا ما قرر فجأة مغادرة العراق بعد أن يترك منصبه، بأنه ينبغي على رئيس الوزراء المكلف أن يعتمد على ذوي الكفاءات كي يواجه بحزم الفساد!
المؤكد أن مفاجآت تشكيل حكومة عادل عبد المهدي الذي أمامه حتى الثالث من نوفمبر / تشرين الثاني كي يقدمها لمجلس النواب للتصويت عليها، لن تنتهي والجميع الآن يعرض ويسوق بضاعته عله يجدا نصيبا في “التورتة العراقية!
المصدر: كتابات