أعلن رجل الدين الشيعي العراقي، “مقتدى الصدر”، عن نيته في تحويل الميليشيات التي يقودها، “سرايا السلام”، إلى منظمة مدنية، وأملى شروطه على الحكومة العراقية قبل القيام بهذا الإجراء.
وجاء من بين هذه الشروط؛ أن ترعى الحكومة أسر الشهداء وأن تعظم دماءهم وتضحياتهم، كما طالبها بتوفير فرص للعمل من أجل أعضاء المجموعة في أسرع وقت ممكن، ذلك لإبعادهم عن الفراغ والبطالة، كما طالب بإدخال بعضهم إلى الجيش العراقي وتشكيلات قوات الأمن.
وأمر “الصدر” الميليشيات بتسليم المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، بعدما تمكنوا من تحريرها من قبضة “داعش” إلى الحكومة، فيما عدا مدينة “سامراء”، خلال فترة أقصاها 45 يوماً، كذلك أمرهم بتسليم السلاح الذي بحوذتهم.
وطالب “الصدر” كافة الألوية التابعة للحشد الشعبي بتسليم الأسلحة والمناطق التي يسيطرون عليها أيضاً إلى الدولة.
وخلال الخطاب المتلفز، دعا زعيم التيار الصدري أيضاً إلى التحقيق في مسألة سقوط مدينة “الموصل”، وما يعرف بـ”مجزرة معسكر سبايكر” ومحاسبة الفاسدين.
“الصدر” يمنع كتلته الانتخابية من الترشح..
قبل أيام، أصدر “الصدر” قراراً يقضي بمنع أعضاء كتلة “الأحرار” البرلمانية، التابعة له، من المشاركة بالانتخابات البرلمانية، المقرر عقدها في آيار/مايو المقبل، وأمرهم بالتوقيع على تعهد بذلك، وأعلن أن الفترة الانتخابية المقبلة ستكون بمثابة راحة لهم، لكن يجب عليهم المشاركة في العمل المجتمعي لأهميته، ولم يحدد “الصدر” شكل كتلته الجديدة التي يرغب بتسميتها من وجوه جديدة غير تلك القديمة، ودعا الحكومة العراقية إلى منع إستخدام اسم “الحشد” في الانتخابات المقبلة ومنع قاداته من الترشح.
سرايا السلام..
يشار إلى أن، “سرايا السلام”، هي فصيل عسكري تابع لقوات “الحشد الشعبي”، وقام زعيم التيار الصدري، “مقتدى الصدر”، بتشكيله عقب سقوط مدينة “الموصل” في يد تنظيم “داعش” الجهادي في حزيران/يونيو عام 2014، للدفاع عن المراقد المقدسة لدى الشيعة؛ أبرزها ضريح الإمامين العسكريين في مدينة “سامراء” الواقعة وسط العراق.
وكان “الصدر” قد أمر مقاتليه، في السابع من تشرين ثان/نوفمبر الماضي، بالإنسحاب من محافظة “كركوك”، المتنازع عليها، بعدما استعادتها القوات العراقية من قبضة قوات “البيشمركة” الكردية.
سرايا السلام ستبقى في “سامراء” لوضعها الأمني الحساس..
أوضح المتحدث الرسمي باسم (سرايا السلام)، “صفاء التميمي”، أن قرار “الصدر” باستمرار بقاء الميليشيات في مدينة “سامراء” يأتي نظراً للوضع الأمني الحساس في المدينة ولكونها مدينة مقدسة، وقد تعرضت من قبل لحادث إرهابي يخشى تكراره، مشيراً إلى أن الميليشيات ستظل في المدينة طالما أن هناك خطر عليها.
وأضاف “التميمي”، أن السلاح الذي إستخدمته القوات في حربها ضد تنظيـم “داعش” هو سلاح الدولة وسوف نعيده إلى الدولة.
“حزب الحل” يطالب “سرايا السلام” بتسليم سامراء بسبب الإنتهاكات..
من جانبه، رحب “حزب الحل” بمبادرة “الصدر”، وأعرب عن تقديره للدعوة إلى تسليم السلاح إلى الدولة ورفع الغطاء السياسي والشرعي عن الفصائل المسلحة بعد إعلان النصر العام على الإرهاب، نظراً لإنتهاء مبررات إستمرار وجودها، ودعا إلى سحب قوات “سرايا السلام” من “سامراء” أسوة بباقي المدن وتسليم مسؤولية أمنها وحمايتها الى أهلها وأجهزتها الأمنية، الذين حافظوا على مراقدها المقدسة منذ آلاف السنين.
وأوضح متحدث باسم الحزب، أن مطالبة “الصدر” بسحب قواته من المدينة جاء بناء على الكثير من الشكاوى والإدعاءات بإنتهاك حقوق وحرمات المدنيين، كما طالبه بإصدار أوامره إلى تشكيلات “سرايا السلام” لإطلاق سراح المعتقلين من أبناء “سامراء”، والكشف عن مصير المغيبين الذين وصل عددهم إلى 800 شخص يعتقد أنه تم اعتقالهم من قبل وحدات “سرايا السلام”.