قطر والنصر على السنوات الثلاث العجاف
بقلم: د. اسماعيل الجنابي
في مثل هذا اليوم من العام 2017 اجتمعت الدول الخليجية الثلاث ( السعودية ، الامارات ، البحرين ) ورابعهم جمهورية مصر العربية ليشنوا حصارهم الاقتصادي البري والبحري والجوي المعيب وقطع جميع اشكال العلاقات على شقيقتهم في الإسلام والدم العربي المصان ” دولة قطر” بذرائع شتى رغم نفيها بشكل رسمي من قبل الدوحة ليسجل التاريخ وصمة عار بجبين المحاصرين وكأنهم يحييون في الاذهان ذاكرة الحصار الذي شن على شعب “بني هاشم” لثلاث سنوات عجاف من حيث الواقعة والحدث المشين وكأننا في مواجهة أخوية حديثة على غرار أبناء يعقوب لشقيهم “يوسف” دون خجل او وجل.
ومنذ الأيام الأولى لحصار الاشقاء العرب ، دخلت دولة قطر مرحلة جديدة من التحدي والصمود يقود ركبها تميم الفخر والاباء الذي اخذ على عاتقه ان ينقل قطر وشعبها الصامد الى ضفة الأمان بحكمة وشجاعة واقتدار وما كان من الشعب القطري الا ان يرتدي الثوب العنابي تأييدا وترحيبا ومؤازرة لأميرهم المقدام مرددين بصوت واحد :.
عش هكذا مرفرفاً أيها الادعم … فأننا بك بعد الله وتميمنا نعتصمُ
عش خافقا في الاعالي للبقاء وثق … ان شعب تميم على الدوام بك يفخرُ
ستبقى في علوٍ شامخا ايها العلم… مهما جار عليك المحاصرون من بقايا العرب
سلمت راية يحمل ساريتها تميم عزنا… لأنه جلال الشعب بعد الله والعظمُ
هذا الوعد الذي قطعناه امامك فا سمعه… لتبقى سالما مدى الدهر وقطر بك تسلمُ
ان هذا التحدي والصمود كسر حاجز الاحتكار الذي كان الشعب القطري متكاً عليه من حيث الحاجة للسلع المستوردة من دول الحصار والسوق العالمية الأخرى ، لتنطلق عجلة الصناعة القطرية وتدور رحاها في فلك الحاجة المطلوبة للسوق المحلية حاملين شعار ( الحاجة أم الاختراع ) لتبدأ مرحلة من النهضة الصناعية في كامل طاقتها ما جعلها تحقق إنجازا متميزا مكنها من امتصاص صدمات الحصار وضربه في مقتل عبر ماكنة الاكتفاء الذاتي التي حققت للصناعة القطرية احتلال مكانا متميزا من حيث المتانة والجودة .
ثلاث سنوات عجاف مرت بسلام وامان على الشعب القطري دون ان ينال من عزيمتهم المحاصرون الذين أرادوا ان يستفردوا بمن استناقوا فخاب فألهم وحيقُ مكرهم السيء ، وهاهم أبناء تميم الفخر يُلقنون المحاصرين من أبناء العمومة درسا بليغاً في التحدي والصمود وينبؤنهم بأن المستقبل لمن يقوى على قهر الصعاب ورد سهام الغدر المسمومة بالصبر والتعامل بطريقة إيجابية وسلمية وعقلانية توازي صوت الرصاص …. ترى هل استوعب أصحاب الحصار درس المحاصَرين … فلا نصر يحلو مثل نصر قطر ولا امير يعلو فوق تميم الفخر .