8 سنوات تمر على ذاكرة الموصل (شمالي العراق) بعد أن اجتاحها تنظيم الدولة الإسلامية في ساحليها الأيسر والأيمن، فمشاهد الدماء والقتل وتدمير البنى التحتية لا تزال في أذهان سكان المدينة، الذين استذكروا أمس الجمعة الذكرى السنوية لسيطرة التنظيم على مدينتهم.
وجاء سقوط الموصل (ثاني المدن العراقية الكبيرة) بعد أن تركتها القوات الأمنية في التاسع والعاشر من يونيو/حزيران 2014 وحيدة في مواجهة أرتال تنظيم الدولة الذي سيطر على المدينة بلا مقاومة حقيقية من القوات الأمنية.
واستذكارا لما جرى قبل 8 سنوات، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في تغريدة على تويتر “نستذكر ولا ننسى ما جرى في الموصل وسبايكر قبل 8 سنوات، ولنا فيه عبرة ودروس حتى لا تتكرر أخطاء الماضي”.
وأضاف أن “الحقيقة تتطلب الشجاعة كي نمضي في حفظ العراق، وترميم جراحه، لداعش العار والهزيمة، وللعراقيين شرف الانتصار للحياة، ومواجهة الإرهاب”.
من جانبه قال محافظ نينوى نجم الجبوري لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن حجم الدمار الذي تعرضت له نينوى خلال اجتياح التنظيم كان كبيرا جدا، حيث إن جميع الدوائر والمؤسسات والمدارس ومراكز الشرطة بالإضافة إلى مطاري الموصل والقيارة والجسور ومرافق الحياة دمرت بالكامل.
إعادة البناء
وبين الجبوري أن الخبراء أكدوا أن إعادة إعمار نينوى يتطلب عشرات السنين، بالإضافة إلى أنه يحتاج من 15 إلى 30 مليار دولار.
وأشار إلى أن نينوى شهدت ثورة عمرانية في عامي 2019 و2020 عبر إعادة جميع الجسور المدمرة باستثناء اثنين، مؤكدا السعي لإنجازهما قبل نهاية العام الجاري.
ولفت إلى أنه تم بناء 335 مدرسة في المحافظة منذ عام 2019 وحتى الآن، وأن 7 مستشفيات أعيدت في نينوى، بالإضافة إلى بناء الأسواق الحديثة والتراثية. وأعرب عن أمله بإعادة بناء مطار الموصل، مشيرا إلى “أن أموال بناء المطار مرصودة ومتوفرة من الأموال المجمدة”.
إصلاحات
وعند انتزاع القوات العراقية السيطرة على الموصل من تنظيم الدولة التي استمرت أكثر من 9 أشهر، واجه سكانها كارثة إنسانية؛ فأعداد القتلى والجرحى بعشرات الآلاف، ويربو عدد من فروا من منازلهم على أكثر من مليون، واندثرت أحياء بأكملها وسويت منازلها بالأرض، في حين لا تزال بعض البنى التحتية الأساسية مدمرة بالكامل.
وتشير التقديرات إلى أن كلفة اجتياح تنظيم الدولة لأجزاء من العراق كبيرة تمثّلت في مقتل وإصابة أكثر من 300 ألف مواطن، بينهم ما لا يقل عن 200 ألف مدني، وفقدان نحو 30 ألفا آخرين، بالإضافة إلى تهجير الملايين، وتدمير أكثر من 48 مدينة.
رسائل طمأنة
وعن الاستقرار الأمني أكد الجبوري أن نينوى تشهد استقرارا أمنيا كبيرا، وهذا ما حقق تسهيل فرص الإنجاز في إعادة إعمارها.
وتحرص الحكومة العراقية على طمأنة السكان، وذلك بتأكيد قدرة الدولة على ضبط إيقاع الأمن المضطرب في شتى المناطق، بما فيها الشريط الحدودي العراقي السوري، الذي يؤثر على أمن نينوى التي جربت سيطرة تنظيم الدولة عليها قبل سنوات.