عرضت حكومة إقليم كردستان على بغداد تجميد نتائج الاستفتاء على الانفصال، الذي أثار أزمة كبيرة مع الحكومة الاتحادية منذ نحو شهر، في وقت ترددت أنباء في العديد من المواقع عن ان رئيس الإقليم مسعود برزاني وافق على تقديم استقالته وتشكيل حكومة انقاذ وطني شريطة ان يترأسها ابن شقيقه نيشروان برزاني الذي يترأس الحكومة الحالية، وأوضحت ان برزاني لم يحدد موعدا لتقديم استقالته حتى لا يبدو انه خضع لضغوط محلية أو دولية، لكنها رجحت ان يقدم على هذه الخطوة خلال الساعات الثماني والأربعين القادمة.
وفي بيان نشر ليل الثلاثاء الأربعاء، قالت حكومة الإقليم إنه «من منطلق المسؤولية أمام شعب كردستان والعراق نقترح للحكومة والشعب والرأي العام العراقي والعالمي تجميد نتائج الاستفتاء… وبدء حوار مفتوح مع الحكومة الاتحادية وفق الدستور». كما يقترح النص المؤلف من ثلاث نقاط «وقف إطلاق النار فورا ووقف جميع العمليات العسكرية في إقليم كردستان»، بعد مقتل نحو 30 من قوات البيشمركة والقوات العراقية في اشتباكات خلال عملية «إعادة فرض الأمن» في مناطق متنازع عليها، خصوصا محافظة كركوك الغنية بالنفط. وكانت قوات البيشمركة سيطرت على هذه المناطق خلال الفوضى التي عمت العراق في ظل هجمات تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014.
ولم يصدر أي رد فعل رسمي من الحكومة العراقية حيال هذه المبادرة، لكن قوات الحشد الشعبي التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية وتشكل جزءا من القوات الاتحادية، أعلنت امس أن مقترح حكومة إقليم كردستان العراق «لا قيمة له». وقال المتحدث باسم فصائل الحشد الشعبي أحمد الأسدي إن مبادرة كردستان «لا قيمة لها، إذ إن التجميد يعني الاعتراف بالاستفتاء، وطلب الحكومة واضح، إلغاء الاستفتاء».
من جهة أخرى، نسبت وكالة أنباء الإعلام العراقي إلى «مصدر سياسي» لم تسمه، قوله إن رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني وافق على تقديم استقالته وتشكيل حكومة انقاذ، شرط أن يترأسها ابن شقيقه نيشروان برزاني الذي يرأس الحكومة الحالية للإقليم. وذكر المصدر، أمس، أن «جهات معينة تضغط على رئيس الإقليم المنتهية ولايته مسعود برزاني لتقديم استقالته وتشكيل حكومة إنقاذ وطني»، مشيرة إلى أن «تمديد عمر البرلمان في جلسة الأمس كان الخطوة الأولى لهذا الاقتراح». وأكد المصدر أن «برزاني ابلغ حزبه أنه سينفذ قرار الاستقالة أو إلغاء منصبه عبر البرلمان، حتى لا يقال انه استقال نتيجة ضغوط دولية ومحلية». وتابع أن «تمديد عمر برلمان كردستان لدورتين ولكل دورة أربعة أشهر يعني تمديد عمر رئاسة الإقليم أيضاً، إلا أن الجهات الدولية والإقليمية أكدت لبرزاني أن مشكلات الإقليم مع بغداد لن تحل ما لم يقدم استقالته»، مؤكداً ان «برزاني وافق على تقديم استقالته إلا أنه لم يعلن بعد تاريخ تقديمها»، متوقعاً ان يتم ذلك «خلال الساعات ال 48 المقبلة».
في غضون ذلك، حذر المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني، امس، من وقوع ما اسماها «ابادة جماعية» ضد الكرد في المناطق المتنازع عليها، مطالبا الأمم المتحدة والولايات المتحدة والبرلمان العراقي والحكومة بالتدخل وإغاثة المنكوبين.