تناول تقرير لصحيفة واشنطن بوست، الواقع في المستشفيات العراقية في ظل أزمة فيروس “كورونا”، مؤكداً أن تلك المستشفيات تحولت إلى “بؤرة لنقل العدوى وانتشار الوباء”.
وتناول التقرير أمس السبت، شهادات من أطباء عراقيين أصيبوا بالفيروس التاجي، وحمل بعضهم العدوى لينقلها إلى أسرته، فيما اتهم بعضهم المسؤولين عن المستشفيات بـ”إبقاء الأطباء الذين يعانون من أعراض إصابة ضمن فرق العمل إلى حين ظهور نتائج فحوصاتهم والتي تستغرق أحياناً 10 أيام”.
وأضاف، “يواجه العراق حالياً أزمة جديدة تُضاف إلى الأزمات التي تعاني منها البلاد على مدار أعوام، حيث تفشى وباء كورونا داخل البلاد، وأصبحت المستشفيات التي من المفترض أن تكون درعاً في مواجهة الفيروس، مكاناً لنقل العدوى بين الجميع وخصوصاً الأطباء”.
وتابع، “مئات الأطباء اصبحوا مهددين الآن بالموت بعد تفشي المرض بينهم، وبالتالي أصبحت حياة آلاف المرضى في مهب الريح” .
وأردف، “وصف الأطباء والفنيون العاملون في أربعة مستشفيات ومختبر في بغداد، في المقابلات، مجموعة واسعة من الحالات مع انتشار الفيروس الممرض. وتعاملت المستشفيات التي استقبلت الحالات الأولى للبلاد بشكل جيد نسبيًا مع الطفرة الأخيرة. وتم توفير مخزون محدود من معدات الحماية الشخصية للموظفين، ويقول الأطباء إن “معدلات انتقال العدوى الداخلية منخفضة”.
وقال رئيس نقابة الأطباء العراقية عبد الأمير محسن حسين، في حواره مع واشنطن بوست، إن “المستشفيات تهدف إلى علاج الناس، ومع ذلك، بدلاً من ذلك أصبحت الآن بيئة خصبة لانتشار العدوى”.
ويقول أطباء ومسؤولون صحيون إن سوء البنية التحتية الطبية ونقص معدات الحماية الشخصية كلها مسؤولة عن زيادة الحالات في أنحاء العراق.
وبدأ الفيروس ببطء في العراق، وبما أن إيران المجاورة أصبحت المركز الإقليمي للوباء، حيث أبلغت عن إصابة أكثر من 3000 حالة بصورة يومية لمدة أسبوع تقريبًا بحلول نهاية مارس/آذار، كان متوسط عدد الإصابات في العراق 80 حالة يوميًا، تم إغلاق الحدود التي يسهل اختراقها بين البلدين إلى حد كبير، لقد أغلق العراق أبوابه، ولولهة، ظن الجميع أن البلاد نجت من الأسوأ.ولكن بعد ثلاثة أشهر، بدأت الموجة في الارتفاع.
مراسل لصحيفة الواشنطن بوست قام بجولة مؤخراًفي مستشفى رئيسي ببغداد، قد لاحظ أن “عشرات الأشخاص ينتظرون اختبار فيروسات التاجية، وسعل كثيرون بعنف في رشقات نارية، انحنى بعضهم من قوة السعال”. و قال حارس أمن عند الباب “لا تتنفس كثيرا .. كورونا موجود في كل مكان هنا”.
وقال أدهم إسماعيل، مدير منظمة الصحة العالمية في العراق “لو واجهنا هذه الأرقام في الموجة الأولى، لكان النظام الصحي قد انكسر”.
ومنذ ذلك الحين ، قامت وزارة الصحة العراقية بتجهيز أجنحة خاصة لفيروسات التاجية وسعت من قدرتها على الاختبار بسرعة بمساعدة منظمة الصحة العالمية.
لقد تضرر النظام الصحي العراقي بدورات الحرب ثم أهمله في وقت السلم الذي أعقب ذلك. في عام 2019، خصص العراق 2.5 في المائة فقط من ميزانيته الوطنية للرعاية الصحية.
وأعلنت وزارة الصحة العراقية، السبت (19 حزيران 2020)، تسجيل 1870 إصابة جديدة بفيروس كورونا إلى جانب 88 حالة وفاة، وهما المعدل الأعلى للإصابات والوفيات بالفيروس خلال يوم واحد.
وبهذا يرتفع إجمالي الإصابات بفيروس كورونا في العراق إلى 29222 إصابة، بينها 13211 حالة شفاء، و1013 وفاة، ويرقد 14998 في المستشفيات بينهم 247 في العناية المركزة.