في وقت تشتد فيه الكوارث والاوجاع ويزداد ألم مدينة الموصل في مداواة جراحها بعد ان فقدت اكثر من 200 من ابناءها وبناتها بين شهيد ومفقود في فاجعة العبارة . تأتي المشاركة الوحدانية التضامنية من أسر وعوائل هذه المدينة والمقيمين في العاصمة الاردنية عمان وبمؤازة اخوانهم العراقيين النجباء في اقامة مجلس عزاء عبر فيه الحاضرون عن مدى حبهم وانتماءهم لبلدهم العراق الحبيب وتكاتفهم في نسيج اجتماعي رائع يؤكد اصالة وحقيقة الجذور العميقة والاصيلة للعراقيين .
هذه المشاعر النبيلة تجلت في مراسم العزاء الذي كان حاضرا من خلال عراقيوا المهجر الذين توزعوا في بلدان المهجر وهم يتزاحمون في تقديم اسمى وانبل عبارات المواساة اكراما وعرفانا الى ابناء مدينة الرماح الذين قدموا اغلى ماعندهم مقابل التشبت بالارض التي ولدوا فيها وترعرعوا على خصال حضارتها العريقة التي امتدت لقرون طويلة .
أكثر ما يُعرف عن مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمالي العراق، انها درة العراق والاسلام والحضارة وكذلك احتضانها لجميع أطياف الشعب العرقية والدينية، فعلى أرضها يعيش عرب وكرد وتركمان من المسلمين والمسيحيين والإيزيديين والشبك ، جميع تلك المعالم حولتها متفجرات “داعش” إلى أطلال، فضلا عن أن آلة الحرب أتت على أجزاء واسعة من المدينة فحولتها إلى ركام، ليفتح سكان الموصل أعينهم على مدينة سُرق منها حليها الذي لا يقدر بثمن، لكنها بقيت تنبض بالحياة.