محسن رفيق دوست يكلّف هادي العامري بقيادة الهيكل الأمني الجديد، والمهندس بنيابته وبمسؤوليات الأمن في بغداد وفي جميع المحافظات.
ميدل ايست اونلاين
بغداد ـ قالت مصادر خليجية مطلعة إن الجنرال الإيراني محسن رفيق دوست وزع المهام الجديدة داخل الحرس الثوري العراقي المزمع تشكيله من ميليشيات الحشد الشعبي الناشطة في العراق والتي تقوم بدور رئيسي في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
وتم تكليف الجنرال دوست وزير الحرس الثوري الإيراني الأسبق بتأسيس التشكيل العراقي المسلح الجديد، بناء على خبرات سابقة إذ يعتبر من مؤسسي الحرس الثوري الإيراني.
وقالت صحيفة “عكاظ” السعودية إن توزيع المهام على رأس الحرس الثوري العراقي تضمن “تكليف هادي العامري الأمين العام لمنظمة بدر وقائد الحشد الشعبي بقيادة هذا الهيكل الأمني الجديد بينما سيتسلم أبو مهدي المهندس مسؤولية نيابة العامري وستوكل إليها مسؤوليات الأمن العراقي الداخلي في بغداد، وفي جميع المحافظات العراقية”، بانتظار تعيين باقي العناصر الأخرى المكلفة بالمسؤوليات الأقل وفقا للتسلسل القيادي ضمن الحرس الثوري العراقي.
وقال مراقبون إن توزيع المهام بهذه الطريقة يجعل من الحرس الثوري العراقي نسخة كربونية من الحرس الثوري الإيراني، ومشتغلا تحت إمرته.
وأضاف المراقبون أن هذه الخطوة ستنهي عمليا أجهزة الأمن والمخابرات العراقية.
ولا يخفي الإيرانيون أن للحرس الثوري أدوارا إقليمية أوسع، يجب أن يقوم بها أيضا “الحرس الثوري العراقي” المفترض.
وقال محسن رفيق دوست في يونيو/حزيران، إن إيران مستعدة لـ”مساعدة” الحكومة العراقية في تأسيس الحرس الثوري الخاص بها.
وأعلن دوست في مقابلة مع نادي الصحفيين الإيرانيين في 7 يونيو، أن قوات النخبة يمكن أن تدافع عن العراق ضد ما وصفه بــ”التوتر وعدم الاستقرار”.
وأضاف “لقد كان الحرس الثوري الإيراني ناجحا على الساحة الدولية، ولديه القدرة على أن يصبح نموذجا جيدا للبلدان في المنطقة”.
ويقول محللون إن “الحرس الثوري العراقي” يحقق حلم إيران في تشكيل ذراع عسكرية جديدة لها قريبة من دول الجوار الخليجي، بصورة مباشرة.
ولم يتردد قادة ميليشيات “الحشد الشعبي” الشيعية في العراق يوما في تهديد دول الخليج. فقد سبق لأحد قادة ميليشيا “أبو الفضل العباس” أوس الخفاجي وواثق البطاط من حزب الله العراقي وزعيم ميليشيا “بدر” هادي العامري، وأحد أبرز قادة “الحشد” أبو مهدي المهندس أن قاموا بتهديد دول الخليج .
وكشف رجال دين شيعة ايرانيين بارزين بدورهم عن أن إيران تخطط لإقامة قواعد عسكرية على الأراضي العراقية بالقرب من الحدود مع المملكة العربية السعودية.
وتنشط إيران بقوة لتنفيذ مخططها في السيطرة على أكثر من بلد عربي، وهي تقوم فعليا بتجنيد الميليشيات العراقية والأفغانية واللبنانية والإيرانية لصالح نظام الأسد في سوريا، كما أنها تريد أن تمنح شرعية أوسع لميليشياتها، وتريد أن تبدأ من العراق. كما يدور حديث عن احتمال استنساخ تجربة الحرس الثوري في سوريا.
وأكد قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري في وقت سابق، أن الحرس الثوري قام بتدريب 200 ألف مسلح من دول المنطقة الموالين لـ”الثورة الإسلامية”، بهدف “محاربة الإرهابيين”، على حد زعمه.
وتقول مصادر مطلعة إن ما يقوم به دوست في العراق لتحويل ميليشيات “الحشد الشعبي” إلى حرس ثوري هدفه مأسسة البعد الطائفي للحكم في بغداد وضمان شرعيته واستمراره مع تأكيد هيمنة إيران على القرار العراقي بقوة السلاح هذه المرة، دون أن تكون في حاجة حتى لولاء الأحزاب الشيعية الدينية العراقية.
ويرى المحللون أن هيمنة ميليشيات الحشد الشعبي بصيغتها الجديدة (الحرس الثوري العراقي) على القرار المركزي في بغداد، يعني استمرار الحكم الطائفي في العراق بشكل سينهي كل أمل في إصلاح العملية السياسية وإدماج العرب السنة في النظام السياسي العراقي.