بالقلم العريض) (بعينك شوف بعينك–!! كل حسناوي وياك–!!)
عشرات الرجال وهم يرتدون ملابسهم العربية التقليدية(دشاديش بيضاء وعكل ويشامغ وشحاطات مطراش)وفي درجة حرارة تقترب من(٥٠)درجة مؤية في نهار حزيراني قائض،ومعهم عشرات الشباب في مقتبل العمر يحملون بيارق حمراء و خضراء وبيضاء يدخلون إلى مستشفى مدينة الطب في قلب العاصمة بغداد وهم يهزجون لشيخ عشيرتهم الراقد في المستشفى(بعراضة عشائرية)هازجين له و(مهوسين)-!! بعينك شوف بعينك–!! كل حسناوي وياك –!! وكأن شيخ العشيرة(شافاه الله وعافاه) سيدخل منافسة رياضية في حلبة مصارعة أو ملاكمة مع خصومه ونسي هؤلاء انهم في مستشفى حكومي، ومؤسسة تعليمية محترمة لها ضوابطها، وقوانينها،وفيها صالات للعمليات،ومرضى وجرحى راقدون، وطلاب علم إضافة إلى ان هناك أعداد غفيرة من الناس والمراجعين،الذين استهجنوا هذا الفعل واستغربوا من هذا التصرف الغريب الذي لم تعهده دوائرنا ومؤسساتها الصحية والتعليمية في العصر الحديث،ولم تعهده عشائرنا الكريمة التي عرفت بتصرفاتها المسؤولة والعقلانية في احلك الظروف–!!! ان ما حدث ويحدث في دوائر ومؤسسات الدولة اليوم سو اء في بغداد او المحافظات الاخرى هو في حقيقة الأمر انهيار للقيم الشرعية والمبادئ الأخلاقية التي تميز بها مجتمعنا العراقي قبل الاحتلال الأمريكي له عام٢٠٠٣هذا الاحتلال الذي يطبل ويزمر له العملاء والذيول ويعتبروه عهدا جديدا للديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان في العراق،ونسى وتناسى كل هؤلاء ان الديمقراطية و الحرية ليست انفلاتا وانهيار وتجاوزا على الآخرين وحقوقهم الادمية –!! لقد عهدنا في العراق ومنذ أن ولدنا على هذه الأرض الطيبة،وتوارثنا عن آبائنا واجدادنا(رحمهم الله تعالى جميعا)ان عشائرنا هي سند لكل ضعيف،ونصر لكل مظلوم،ودار أمن وامان لكل ملهوف،هي من تعدل(المايلة)اذا مالت،وهي من تشبع البطون اذا جاعت،وفيها الأمن والأمان اذا ضاعت،وهي الدليل إذا العقول حارت-!! فينبغي لكل عشائرنا الكريمة ونحن في هذه الظروف المعقدة التي يمر بها العراق والمنطقة العربية عموما من تصعيد خطير ينذر بحرب قادمة في منطقتنا العربية، ان تكون عونا وسندا حقيقيا لكل أبناء الشعب حتى يكونوا يدا بيد وكتف بكتف وقلبا على قلب لتجاوز ما نحن فيه من أزمات ومحن عسى الله تعالى أن يرحمنا ويتجاوز عنا-!!