لبان ومناديل ورقية ومواد أخرى لا تخطر على بال، هي عبارة عن سلع تحمل في طياتها مخدرات يتداولها الشباب وحتى الكبار، إلى أن ووصل الوباء أخيراً إلى أدمغة طلاب وطالبات الثانويات في مدينة المقدادية التابعة لمحافظة ديالى، شمال شرقي العراق. إذ تباع المخدرات القادمة من الأراضي الإيرانية القريبة من المدينة بأسعار بسيطة للغاية، حيث يستوردها عناصر من مليشيات متنفذة لا يمكن للشرطة إيقافهم أو مصادرة بضاعتهم.
لا أحد يمكنه البوح أو انتقاد الأوضاع في مدينة المقدادية (90 كلم) شمال شرق بغداد، فالمليشيات والأحزاب تسيطر على المدينة التي نزح أغلب سكانها الأصليين منها عقب اجتياح تنظيم “داعش” الإرهابي عام 2014 لمدن شمال وغرب العراق، فضلاً عن أجزاء من محافظة ديالى.
وتفرض المليشيات، ومنها على وجه الخصوص “بدر” و”العصائب” وغيرهما، سيطرتها على مجريات الحياة اليومية في الأسواق والدوائر الحكومية ونقاط التفتيش عند مداخل المدينة. وهذا هو السبب الأول والأهم الذي يحوّل المقدادية التي اشتهرت تاريخياً بكونها مدينة المثقفين والأدباء بالعراق، إلى مدينة مشلولة تغص بأنواع مختلفة من المخدرات.
ووفقا لمسؤول محلي في المقدادية، اشترط عدم ذكر اسمه، فإن “المخدرات وصلت إلى المراهقين في الثانويات، والكارثة أنها وصلت لأيدي الفتيات أيضا”، متهماً في حديث صحفي من وصفهم “الغرباء الذين يحتلون المدينة هم وراء إغراقها بالمخدرات”.
وأضاف “صارت رؤية الشبان المخدرين بالشارع أمرا طبيعيا، ولا يجري اعتقالهم، بل على العكس، نراهم يتعاطون المشروبات الكحولية والتدخين والمخدرات باعتبارها تبعد عنهم شبهة الإرهاب التي تنتهي بهم إلى حبل المشنقة، وبذلك يبقون بعيدين عن الاعتقال”. وبيّن أن معدل الجريمة ارتفع بسبب ذلك، وهذا ما يمكن ملاحظته بكثرة الدعاوى والمشاكل اليومية في مراكز الشرطة.