قالت السلطات السودانية اليوم الثلاثاء إنها أحبطت محاولة انقلاب، متهمة الموالين للرئيس المخلوع عمر البشير بمحاولة عرقلة انتقال نحو الديمقراطية منذ الإطاحة به في 2019.
وذكر الجيش في بيان مقتضب نقله التلفزيون الرسمي إن الأمور باتت تحت السيطرة.
وقال العميد الطاهر أبو هاجه المستشار الإعلامي للقائد العام للجيش “القوات المسلحة أحبطت المحاولة الانقلابية وإن الأوضاع تحت السيطرة تماما”.
وتشير محاولة الانقلاب إلى المسار الصعب الذي تواجهه حكومة أعادت توجيه مسار السودان منذ عام 2019، لتنال إعفاء من ديون مستحقة عليها لدول غربية وتتخذ خطوات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بينما تكافح أزمة اقتصادية حادة وتواجه تحديات ممن لا يزالون موالين للبشير.
ويحكم مجلس السيادة السودان بموجب اتفاق هش لتقاسم السلطة بين العسكريين والمدنيين منذ الإطاحة بالبشير، وهو إسلامي رفضه الغرب ورأس السودان لما يقرب من ثلاثة عقود.
ومن المقرر عقد انتخابات في 2024.
في غضون ذلك، أفاد حمزة بلول المتحدث باسم الحكومة السودانية بأن “فلول” حكومة البشير شاركت في الانقلاب الفاشل.
وقال بلول في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي “تمت السيطرة فجر اليوم الثلاثاء على محاولة انقلابية فاشلة قام بها مجموعة من ضباط القوات المسلحة من فلول النظام البائد”.
وأضاف “نطمئن الشعب السوداني أن الأوضاع تحت السيطرة التامة، حيث تم القبض على قادة المحاولة الانقلابية من العسكريين والمدنيين ويتم التحري معهم حاليا.. وتواصل الأجهزة المختصة ملاحقة فلول النظام البائد المشاركين في المحاولة الفاشلة”.
وأفاد مصدر في الحكومة السودانية طلب عدم ذكر اسمه بأن محاولة الانقلاب تضمنت مساعي للسيطرة على إذاعة أم درمان التي تقع على الضفة الأخرى من النيل قبالة العاصمة الخرطوم.
وقال شاهد إن الجيش استخدم دبابات لإغلاق جسر يربط الخرطوم بأم درمان في وقت مبكر من صباح الثلاثاء.
دعا حزب الأمة، أحد أكبر الأحزاب السياسية في السودان، المواطنين إلى مقاومة محاولة الانقلاب التي وصفها بأنها “استمرارا للمحاولات البائسة لإجهاض ثورتنا العظيمة.. من (جانب) فلول النظام البائد”.
والبشير مسجون حاليا في الخرطوم حيث يواجه عدة محاكمات.
وهذا ليس أول تحد تواجهه السلطات الانتقالية التي قالت إنها أحبطت أو رصدت محاولات سابقة للانقلاب مرتبطة بفصائل موالية للبشير الذي أطاح به الجيش بعد احتجاجات على حكمه دامت عدة أشهر.
وفي العام الماضي، نجا رئيس الوزراء عبد الله حمدوك من محاولة اغتيال استهدفت موكبه لدى توجهه للعمل في الخرطوم.
وعاد السودان إلى الساحة الدولية تدريجيا منذ الإطاحة بالبشير الذي حكم البلاد لما يقرب من 30 عاما وهو مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق بفظائع ارتكبت في دارفور.
والبشير مسجون حاليا في الخرطوم على ذمة العديد من القضايا.
وعقد رئيس الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية محادثات الشهر الماضي مع مسؤولين سودانيين بشأن تسريع وتيرة الخطوات المتعلقة بتسليم المطلوبين في ملف دارفور.
ويشهد اقتصاد السودان أزمة عميقة حتى قبل الإطاحة بالبشير وتنفذ الحكومة الانتقالية برنامج إصلاحات تحت مراقبة صندوق النقد الدولي.
المصدر: رويترز