أجمعت وسائل إعلام أمريكية كبيرة على إن “رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر نال صدارة مفاجئة في الانتخابات العراقية“.
وكتبت صحيفة “واشنطن بوست” ذات التأثير الواسع الانتخابات العراقية ، إنه وفقا للنتائجالأولية التي نشرت في وقت متأخر من يوم الأحد، فقد “وجهت ضربةكبيرة لحملة إعادةانتخاب رئيس الوزراء حيدر العبادي“.
وأوضحت الصحيفة “إذا كانت النتائج صحيحة، فإن الصدر، وهو من أشد منتقدي الولاياتالمتحدة الذي يقود ميليشيا قاتلت القوات الأمريكية خلال احتلالهاالعراق، يمكن أن يكون فيالمركز الأول لتحديد زعيم العراق المقبل. وبات يسيطر الصدر، من خلال جمع أكبر عدد منالأصوات، على 10 محافظات من إجمالي 18محافظة في البلاد.
وفاز ائتلاف الصدر، الذي أطلق عليه اسم “سائرون“، بهامش كبير في العاصمة بغداد،والتي تمثل أكبر عدد من المقاعد في البرلمان العراقي المكون من329 مقعدًا. وجاء فيالمرتبة الثانية تحالف “الفتح” الذي يقوده قائد ميليشيا شيعية قريبة من إيران.
تحالف العبادي، الذي كان متوقعا للفوز ومثّل أملا للولايات المتحدة، جاء في المرتبة الخامسةفي العاصمة.
ومن المتوقع صدور النتائج الرسمية النهائية اليوم الاثنين، وبعد ذلك تبدأ بعد ذلك عملية طويلةلتخصيص المقاعد في الهيئة التشريعية ومن ثم انتخاب رئيسللبلاد ورئيس الوزراء.
إن المفاجأة التي حققها الصدر في وقت مبكر تضع احتمالية أن يرأس الحكومة العراقيةشخص معادي للولايات المتحدة ومعارضًا لنفوذ إيران في البلاد. وقد قامالصدر مؤخراً بحملةضد الفساد وبامكانه تحشيد الملايين في الشوارع للاحتجاج على السياسات التي يعارضها. لقد فاجأ العراقيين من خلال تشكيل انتخاباتطائفية غير إسلامية حيث يضم الحزبالشيوعي العراقي.
نسبة التصويت الأكثر تدنياً
أقل من 45 في المئة من الناخبين العراقيين الذين يبلغ عددهم 22 مليون ناخب دخلوا فيالانتخابات البرلمانية، التي أجريت بعد خمسة أشهر من انتهاء احتلالجماعة “الدولةالإسلامية” لعدد من المدن العراقية الرئيسية في حرب مكلفة ودموية. الاقبال المنخفض كانعلى خلاف مع التوقعات بأن الناخبين سيقترعون على نحو واسع من أجل حقبة جديدة فيالسياسة العراقية. ويعكس الرقم انخفاضا حادا في معدل مشاركة الناخبين العراقيين، الذيكان 62 في المئة في انتخابات2014 و 2010 وبعد أن بلغ الذروة 70 في المئة في عام2005.
العديد من أولئك المقاطعين قالوا إن هذا كان احتجاجًا وليس افتقارًا إلى الاهتمام. واستشهدوا بالاستياء من نظام انتخابي معقد، والذي يكافئ الوجوه القديمة.
وقال آخرون إنهم يأملون أن تؤدي مقاطعتهم إلى فرض شعور وطني جديد على ما يعتبرونهركودًا في السياسة العراقية.
وتنقل الصحيفة الأمريكية عن الكاتب والناشط في مجال حقوق الإنسان مصطفى سعدون قوله “شاركت في جميع الانتخابات السابقة، ولكن لم يكن هناك أيتغيير. لم أجد أي خيارآخر للتعبير عن رفضي إلا عبر المقاطعة.”
تقارير عن مخالفات واسعة النطاق أو الاحتيال
وعزا المسؤولون نسبة الإقبال المنخفضة جزئيا إلى “زيادة الإجراءات الأمنية والارتباك الناشئعن استخدام نظام التصويت الإلكتروني لأول مرة”.
وقال المعارضون إن أيا من هذه الأسباب لا يمكن أن يفسر التراجع الحاد في المشاركة والتي قدّرها عدد كبير من المحللين والدبلوماسيين الغربين بنحو 60 فيالمئة.
كان ملحوظا وجود اتجاه بالخروج الدراماتيكي عن الطائفية التي ميزت سياسة العراق منذالغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003. “حتى الأحزاب الشيعية اليمينية التقليديةفي العراق التي لها علاقات وثيقة مع إيران احتضنت رسالة تجمع العراقيين بالتساوي فيظلها ووضع المصالح الوطنية فوق أي قوةإقليمية أو عالمية“.
رد فعل على الفساد
وبحسب الصحيفة الأمريكية فقد قال وسيم سيزيف، المدون الذي دعا إلى مقاطعة واسعةللانتخابات، إن الخطب النبيلة تخفي غياب ما كان يتطلع إليه جمهورالناخبين: مناقشةسياسية جوهرية تتناول المشاكل العديدة التي يواجهها العراقيون: “نحن نؤمن بالديمقراطية،ولكننا نعتقد أيضا أنه إذا شاركنا في الانتخابات،فهذا يعني أننا نوافق على هذا النظام،ونحن لا نفعل ذلك “.
وقال إن “النظام السياسي بأكمله مكسور. ولن يأتي التغيير من خلال بطاقات الاقتراع. يجبالضغط عليهم لتغيير كامل النظام.”
بينما يقول مصطفى سعدون إنه يعرف العديد من المرشحين “النظيفين” الذين تمنّى لو أنه كانبإمكانه التصويت لصالحهم ، لكنهم انضموا إلى “ قوائم زعماءفاسدين“، موضحا “هذايعني أن تصويتي سيساعد اللص الذي يرأس هذه الكتلة، ولا يمكنني أن أكون طرفاً فيذلك“.
ومع انتظار المرشحين للنتائج الرسمية، علق بعضهم على نسبة المشاركة غير المشجعة، فقد أورد المرشح كريم النوري “ ملاحظة جدية“، تنقلها “واشنطن بوست” ويقول فيها إن انخفاضنسبة الحضور كان بمثابة تحذير للطبقة السياسية. “إنه إنذار. إنه رد فعل على الفساد منذعام 2003 وهذا يعني أن الحكم يجبأن يعيد النظر في نهجه السياسي “.