احمد راضي وهدف الاعداء القاتل
بقلم: د. اسماعيل الجنابي
لم يكن صباح يوم الاحد الموافق الحادي والعشرين من شهر حزيران عام 2020 يوما عاديا على العراقيين بشكل عام وعلى قلبي بشكل خاص الذي اكلمه نبأ رحيل الاخ العزيز الكابتن أبا هيا رحمه الله وطيب ثراه الجنة الذي مابرح وعلى مدار عقدين من الزمن يهز شباك الخصوم على المستطيل الاخضر الا هذه المرة التي غلبته كرة الموت وهزت شباك نجاته وحرمته من كأس الحياة لتنال من نورس العراق الابيض الخلوق.
برحيلك ايها الخلوق اسودت قلوب العراقيين الشرفاء وارتخت حبال انفاسهم وهم يستذكرون مسيرتك الكروية التي كانت تدخل البهجة في نفوسهم وانت تجوب الملاعب الكروية كالاسد الجسور فتهز شباك الخصوم بلمساتك السحرية واهدافك الاسطورية لتصدح بعدها حناجر العراقيين بحب الوطن ، كلنا يعلم ان الموت حق على كل انسان في هذه الدنيا فلا رادة لارادة الله سبحانه وتعالى ولكن المحزن في رحيلك هو الطريقة المؤلمة والمشينة التي رحلت فيها عنا الى الباريء العظيم ، خصوصا وانت حبيس الاعداء الذين دمروا بلدك العريق بعد ان كان شامخا يزهو بامثالك الشرفاء .
ان هدف الاعداء القاتل الذي اصاب جسدك الطاهر قد اصاب العراقيين جميعا ايها الحبيب الفقيد خصوصا وانهم اصبحوا على يقين ، ان فيروس كورونا لم يكن قادرا ان ينال من عظمة مجدك العريق ولا من جسدك الممشوق لولا فساد الحكومة الذي مكنه منك ، وما دعوات الخيرين والمحبين لك باخراجك من العراق ونقلك الى ارض الهواشم للاعتناء بصحتك ورعايتك وتلقي العلاج في مستشفياتهم خير دليل على الضعف والوهن والاهمال الذي اصاب المؤسسة الصحية في العراق نتيجة فساد الحكومات التي تعاقبت عليه بعد احتلاله عام 2003 .
لا شي اصعب من فقدان عزيز علينا ولا توجد كلمات تعبر عما يجول في قلوبنا سوى الرضا بقضاء الله وقدره علينا ، لكننا كنا نمني انفسنا ان يطيل الله بعمر فقيدنا ” أبا فيصل” رحمه الله الذي جنى العز والفخر ضمن مسيرته الرياضية ورحل عنا عزيز الروح ونقي الثوب لان احداث عراقك الذي اجببته وفنيت عمرك من اجله يزداد شرها والنفوس المريضة التي تتحكم في مصائر عباده يسرها مايضره والريات التي تهيمن عليه تنتهك حرمات ابناءه ، فليس هدفي ان اثير الاحزان او الحسرة في قلوب اذابها الحزن على رحيل فقيدنا الحبيب ، لكن مصابنا يتجدد كل يوم من خلال نيل الاعداء من باسقات العراق .
ان عزائنا في فقيدنا ان نحمل الوجع والالم والصبر من بعده لنكمل مشوار الخير الذي سعى اليه الشرفاء من امثاله المخلصين للعراق واهله … نم قرير العين “ابا هيا” في ظل العرش العظيم وبمعراج رجوعك الى الرفيق الاعلى وانت في ثوب احرامك اكمل فريضة طوافك على اسوار بغداد التي امضيت اخر ساعات حياتك الاخيرة فيها التي ذبحها العملاء قبل الاعداء وكبر… الله اكبر … الله اكبر .. عائدون عائدون ووعد الله لايخون وانا لله وانا اليه راجعون …. وداعا ايقونة العراق الرياضية