أواسيك أم اواسي العراق؟
بقلم: د. محمد أحمد فياض
يوم عصيب عاشه شعب العراق، برحيلك أيها الكابتن الخلوق أحمد راضي، ومعه كل محبيك في العالم العربي، نزفت العيون دموعا مدرارة وعصفت بالقلوب لوعة وحسرة، وهامت الاقلام على شفاه الحروف تبكيك بحزن عميق.
نعم، لا راد لأمر الله وقضائه وقدره، ولا نخاف الموت لأننا كل بالغيه وإليه سائرون، بيد أن قلوبنا مكلومة بفقدك ابا هيا، لأنك الإنسان الذي عرفك القاصي والداني بروحيته المعطاء وقلبه النقي النظيف، كم افرحتنا من قبل أيها الساحر الأنيق وانت تطرق مرمى الخصوم بأهدافك الجميلة كجمال روحك، وكم هتفت لك الحناجر وارتفعت الهامات زهوا ونصرا انت صانعه وكم وكم.
لا يكاد أن يكون هناك بيتا عراقيا لم يمسه الحزن يوم أمس، ولو أردنا أن نجمع سيول الدموع التي انهمرت عليك لاحتجنا نهرا ثالثا، ولكن قدر الله أن يكرم مثواك في هذا اليوم وتلك الساعة لتكون بقربه بعيدا عن صخب الدنيا ومأسيها، تاركا خلفك ارثا من الحزن والأسى بين أحبابك وجمهور العراق الذي بات يجتر همومه كمدا.
أبا هيا ، انت لم تخسر سوى حياتك، لكن العراق هو الذي خسر أحمد الإنسان وأحمد الفنان واحمد الطموح الذي كان يحلم أن يبني وطنا مثلما كان يحلم بذلك كل الشرفاء ، فأي مأساة نعيش ونحن ما بين المطرقة والسندان، فايروس كورونا ما هو سوى غطاء الأزمات الذي تكشف لينقل للعالم مأساة وطن، نخرته الحروب والفتن والجوع والأمراض والفساد وشذاذ الآفاق الذين ما تركوا سبيلا للخراب والدمار إلا ونهجوه.
فمن للعراق إن غابت نوارسه ورحلت بعيدا، تقاسي الغربة وتجتر الهموم ، وتطحنها سنوات العذاب تحلم بوطن أو عش صغير ، تنعم به بالأمان والطمأنينة، أوهكذا تكون الأحلام؟
رحلت بجسدك ايها الاسطورة الخالدة ، لكنك باق في قلوب كل العراقيين الذين ينتظرون عند خط الشروع لترسم معهم سبل النجاة لغد أفضل وعراق أجمل كما كان حلمك الذي حملته بين ثنايا قلبك وحقيبة سفرك….وداعا لنا قبل وداعك ابا هيا، نسأل الله لك الجنة مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.