بقلم :حيدر العمري
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بخبر يشير الى ان احد وزراء عبد المهدي باع منصبا في وزارته بخمسة ملايين دولار!
ويوم امس اكتشفنا ان هناك تتمة للخبر تقول ان وزيرا آخر في حكومة المنتفكي كان هو( السمسار ) في صفقة بيع المنصب!
مثل هذه الاخبار لم تعد غريبة على حكومات بنيت وتشكلت وتأسست على نظرية المحاصصة والمغانمة، وظل الفساد والافساد عنوانها الابرز ، لكن الغريب في هذا الخبر ان رئيس الوزراء اطلع على وثيقة بالصوت والصورة تؤكد بما لايقبل الدحض ان وزيره قد باع المنصب لمدير عام في وزارته ، وان عبد المهدي شاهد فلم الصفقة وكانه يتابع لقطة مثيرة في فيلم كوميدي انتجه مخرج مبتدئ!
اذا سلمنا بفرضية الاشاعة المغرضة ، وافترضنا ان ماأشيع هو نوع من (الدعاية السوداء) التي تستهدف عبد المهدي وحكومته ،ألم يكن من واجب رئيس الوزراء ان يوضح اللبس ، ويدافع عن نفسه ، ويبعد الشبهة عن مرمى حكومته بنفي الواقعة ،أو تأكيد نفيها اذا كانت مفبركة؟
اما اذا كانت الواقعة قد حصلت فعلا، وان ( معالي) الوزير قد قبض ثمن المنصب الذي باعه ، ووزع ثمن الصفقة على الاطراف المشتركة فيها، ثم اخذ حصته فعلى عبد المهدي ، المعروف بصراحته ووضوحه، ان يطلع الراي العام العراقي على خلفيات وحيثيات تلك الفضيحة المشينة التي لطخت سمعته، وحطت من قدر حكومته ، ونالت من هيبتها، وهي لما تزل في حاضنة الخدج!
اليست (الشفافية) هي (الرسالة الخالدة )التي بشرتنا بها الاحزاب التي زحفت على حقل العراق الاخضر وجعلته كعصف مأكول ؟ كن شفافا يابن المنتفكي واجبنا بصراحتك المعهودة : هل ان وزيرك قد باع المنصب؟ وهل تيقنت من ذلك؟
ثم اخبرنا عن الاجراء الذي اتخذته بحق ذلك الوزير الفاسد؟ هل اكتفيت بتوبيخه في اجتماع لمجلس الوزراء وطلبت منه ان لايكررها ، كما تسرب واشيع ؟
هل فتحت تحقيقا معمقا للامساك بجميع الخيوط ، ومن ثم احالة المتورطين الى القضاء ؟ هل سمعت يادولة الرئيس بالمثل العراقي الشهير الذي يقول بان ( السكوت علامة الرضى) ام ان سنواتك في المنفى ، ومن ثم عزلتك في برجك العاجي انستك الامثال العراقية؟
ادعوك مخلصا ان تخرج على الملأ لتوضح حقيقة ماجرى ، وان تبدد هواجس الجمهور وشكوكه بكلمة فصل منك لامن سواك، فانت لاغيرك هو ولي الامر، وحارس بيت المال ، وربان السفينة ، وحامي هيبة العراق ، هذا ان بقيت للعراق هيبة وكرامة في ظل حكومات النهب والسلب والفرهود الانبطاح والانحطاط الذي لم يعرف له العراق مثيلا منذ ور نمو وحتى عبد الكريم قاسم!