جز صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان
عندما كان أسعد باشا العظم واليا لدمشق، حصل نقص للمال في مدخرات خزينة الولاية، فاحتار في كيفية سد هذا النقص فاقترح عليه حاشيته أن يفرض (ضريبة) على المسيحيين.. و صناع النسيج في دمشق..
فسألهم الوالي : كم تتوقعون أن تجلب لنا هذه الضريبة؟
قالوا : خمسين إلى ستين كيسا من الذهب..
فقال : من أين سيأتون بهذا القدر من المال؟
فقالوا : يبيعون جواهر وحلي نسائهم يا مولانا..
فقال : ما تقولون ان حصلت على المبلغ بطريقة أفضل من هذه؟!
في اليوم التالي.. ارسل أسعد باشا رسالة إلى مفتي دمشق لمقابلته بشكل سري.. وعندما وصل المفتي..
قال له الوالي : نما إلى علمنا أنك تسلك في بيتك سلوكا غير قويم وأنك تشرب الخمر.. وتخالف الشريعة..
وإنني في سبيلي لابلاغ اسلامبول ( اسطنبول حاليا ) .. ولكنني أفضل أن أخبرك أولا.. حتى لا تكون لك حجة علي!!!
اخذ المفتي يتوسل بالوالي اسعد باشا ويعرض عليه مبالغ مالية لقاء التستر عليه..
فقام المفتي بعرض ألف قطعة نقدية.. فرفضها الباشا..
فقام المفتي بمضاعفة المبلغ.. لكن الوالي رفض مجددا..
واخيرا تم الاتفاق على ستة آلاف قطعة نقدية!
في اليوم الثاني.. استدعى قاضي القضاه ليقص عليه نفس ما قصه على المفتي
وبدا يعرض عليه المبالغ كما فعل المفتي.. حتى وصل معه إلى مبلغ مساوي للمبلغ الذي دفعه المفتي.. فاطلق سبيله
بعدها جاء دور المحتسب..
وآغا الينكجرية..
والنقيب..
وشيخ التجار..
وكبار أغنياء التجار..
مسلمين ومسيحيين..
ثم جمع حاشيته وقال لهم:
هل سمعتم أن أسعد باشا قد فرض ضريبة جديدة في الشام؟
فقالوا: لا ما سمعنا..!!
فقال: ومع ذلك ها أنا قد جمعت مائتي كيس.. بدل الخمسين التي كنت سأجمعها بطريقتكم..
فتساءلوا جميعا بإعجاب.. كيف فعلت هذا يا مولانا؟!
فأجاب :
إن جز صوف الكباش
خير من سلخ جلود الحملان.
قسطنطين فرانسو فولني