في مقال له بموقع (وللا) العبري؛ وصف الكاتب والمحلل الإسرائيلي، “جي ألستر”، الرئيس السوداني، “عمر البشير”، بأنه كان سفاحًا إرتكب جرائم التطهير العرقي في إقليم “دارفور”، وبعد أن مارس القمع ضد شعبه سقط أخيرًا.
“البشير” والقبضة الحديدية !
بحسب “ألستر”؛ فإن ثلاثة عقود استخدم خلالها نظام “البشير”، القبضة الحديدية، قد إنتهت بانقلاب عسكري، والنهاية المطلوبة لحاكم “السودان” المستبد ستكون هي مثوله أمام “محكمة الجنايات الدولية”، في “لاهاي”، بعدما ظل يتهرب من المثول أمامها طيلة العقد الماضي.
أما الأمل الأخير الذي يراود “البشير”، الذي شارك في الحرب ضد “إسرائيل”، هو أن يغادر “السودان” ليعيش في المنفى، ولكن ما من دولة سوف ترحب باستضافته؛ نظرًا لأنه مجرم حرب هارب من العدالة، وهو ثاني رئيس عربي يسقط خلال شهر واحد.
من أسوأ الطغاة..
يشير “ألستر” إلى أن العالم مليء بالطغاة والمستبدين، ولكن هناك منهم السيء والأكثر سوءًا، وينتمي “البشير” – الذي ظل يحكم البلاد طيلة ثلاثة عقود – إلى المستبدين الأكثر سوءًا؛ وها هو الآن قد سقط ويعيش تحت الإقامة الجبرية، ويواجه مصيرًا غامضًا؛ نظرًا لأمر الاعتقال الصادر ضده من “المحكمة الدولية” بسبب جرائم الإبادة في إقليم “دارفور”.
حارب في صفوف الجيش المصري..
إن الجنرال السابق، “البشير”، الذي حارب في صفوف الجيش المصري ضد “إسرائيل”، في حرب عام 1973، ظل يحكم “السودان” بالقوة طيلة العقود الثلاثة الأخيرة.
وعندما تولى سدة الحكم، بانقلاب عسكري عام 1989، كان “السودان” يشهد حربًا أهلية مع “الجنوب”. وعندما إنتهت تلك الحرب باتفاقية سلام تاريخية، في عام 2005، مارس النظام بطشه ضد إقليم “دارفور”؛ الواقع غرب “السودان”، فيما وصفته “الأمم المتحدة” بأنه إبادة شعب وتطهير عرقي ضد الطوائف غير العربية.
كاد أن يسير على خطى “القذافي” و”بشار”..
يرى الكاتب الإسرائيلي؛ أن القليل فقط هم من سيتباكون على رحيل “البشير”، البالغ من العمر 75 عامًا، والذي ينضم الآن لمجموعة الحكام العرب الذين سقطوا بسبب أحداث “الربيع العربي”، التي بدأت في عام 2011.
لقد كان “البشير” قاب قوسين أو أدنى من الإنضمام لمجموعة الطغاة الذين حاولوا استخدام العنف والبطش لمنع الشعوب من التعبير عن حقوقها والمطالبة بالحرية والديمقراطية وتحسين الأوضاع المعيشية؛ مثل “معمر القذافي” و”بشار الأسد” – إلا أن الجيش حال دون ذلك، وأمتنع عن إشعال حرب أهلية حتى لا يخسر كل مصالحه.
قاتل المتمردين في “دارفور”..
يزعم الكاتب الإسرائيلي؛ أن الخطوة التالية الواجبة هي تسليم “البشير”، لـ”محكمة الجنايات الدولية”؛ ولكن لأن من يترأس الطغمة العسكرية الحالية كان يتولى منصب نائب “البشير”، هو شخصيًا يخضع للعقوبات بسسب ضلوعه في جرائم “دارفور”، فمن المستبعد تحقيق العدالة مع أحد أسوأ المستبدين في المرحلة الأخيرة.
يضيف “ألستر”؛ أن “البشير”، ولد لأسرة تعمل بالزراعة عام 1944، وبعد إنتها دراسته للمرحلة الثانوية التحق بالكلية الحربية بـ”مصر”، عام 1960، وفي عام 1973؛ توجه إلى “مصر” مع وحدات عسكرية سودانية للمشاركة في حرب 73 ضد “إسرائيل”. وبعد أن ترقى في الجيش؛ تولى مهمة قتال المتمردين في “جنوب السودان”.
تزوج من أرملة شهيد ليكون قدوة !
يشير “ألستر” إلى ندرة المعلومات حول الحياة الخاصة بـ”البشير”، الذي لم ينجب. ولقد عقد قرانه على الزوجة الثانية، في العقد الخامس من عمره، حيث تزوج من أرملة، “إبراهيم شمس الدين”، الذي يُعد أحد أبطال الحرب في شمال “السودان”.
وقال “البشير” أنه فعل ذلك ليكون مثلًا وقدوة للآخرين الذين يريدون الاهتمام بأرامل الشهداء الذين قضوا نحبهم في تلك الحرب الطويلة.
وفي عام 1989؛ قاد انقلابًا أطاح فيه برئيس آخر نظام منتخب بشكل ديمقراطي، وهو “الصادق المهدي”.
بعدما تولى الحكم؛ فرض “البشير” قيودًا شديدة على المعارضة الحقيقية، وتم انتخابه في أربع معارك انتخابية دون أن يكون هناك منافس له.
لم يثبت على تحالف !
لقد تمنى “البشير”، عندما بدأت الاحتجاجات الشعبية الأخيرة، أن يتلقى دعمًا ماديًا من الخارج أو أن يرسل له أحد الزعماء مساعدات مالية لإنعاش الوضع الاقتصادي السيء؛ ولكن ذلك لم يحدث بسبب أنه لم يثبت على تحالف واحد؛ بل أخذ يناور بين جميع الأطراف.
ولم يرغب أحد في إنقاذ ذلك المستبد الطاعن في السن، الذي أرسل قواته للمشاركة ضمن “التحالف السعودي”، الذي يقاتل “الحوثيين” في “اليمن”، وقطع علاقاته مع “إيران” بطلب من “المملكة السعودية”. لكنه حافظ على علاقاته مع “قطر”.
وعزز تعاونه مع “تركيا”، ومنحها السيطرة على جزيرة سودانية في “البحر الأحمر”، كانت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية.
لكن حتى الرئيس التركي، “إردوغان”، الذي يمقت الانقلابات العسكرية، لم يزرف دمعة واحدة حزنًا على رحيله.