منظمة الأمم المتحدة في الـيمن هي أفشل فروع الأمم المتحدة في العالم وتعتبر كذلك الاكثر فسادآ بين كل الفروع في (دول النزاع المسلح) .
إختلاسات مالية , منظمات وهمية , أسماء مستعارة , حسابات بنكية بملايين الدولارات لايعلم أحد مصدرها ورائحة الفساد تكاد تكون منتشرة بكل المنظمات هناك.
غريفث يتحمل مسؤولية كل ذلك , إنه كالحرباء يتلون بكل الوان الطيف السياسي في اليمن , يتواصل مع الحوثي ويقول له “أنت مصدر إلهام للاحرار في العالم” يقفل الخط ويتصل بهادي ويقول له “انت فخر لكل زعماء العالم ويجب أن تنتصر شرعيتك”, يتواصل بقيادات الإنتقالي للإمارات عبر Skipe يقول لهم “نحن ندعم خياركم بتقرير المصير وسنوفر لكم مقعد في الامم المتحدة” , يوفر لهم مقعدآ ثم يقوم خبراء القانون في الامم المتحدة بمعارضة ذلك ويبقى المقعد خاليآ بدون موافقة , إنه رجل عسكري سابق ولا يعرف عن السياسة سوى انها نفاق , يتواصل مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ويقوم يدعمهم بالاغذية والدواء عبر وسيط سياسي ويعرب عن تفهمه لمطالبهم وبأنه ضد المشروع الايراني , ثم يتصل بالمشاط ليقدم له الدعم السياسي في البيضاء ليقاتل القاعدة قائلآ له “قم بالقضاء على الارهابيين”.
المبعوث الأممي غريفث لا يعمل على إحلال السلام في اليمن بل يلعب على المتناقضات السياسية , هو ضابط سابق بالجيش البريطاني ومخبر لاحق في MI6 ويميني متطرف فماذا تتوقعون منه , الرجل يشتري ولاء الجميع فيخسر الجميع , يـهرول الى الجيش الوطني ويدعم اسر مقاتلي الشرعية شهريآ بسلات غذائية ودواء ومال لإيجارات بيوت آلاف النازحين ويشد على أيديهم لاستعادة الشرعية , ثم يرجع لصنعاء ليدعم الحوثيين باضعاف دعم الجيش الوطني مالآ ودوائآ وتمويلآ سياسيآ وكذلك يفعل مع الانتقالي , ثمة أسر فقيرة وتستحق الدعم ولكن ليس ذلك ممكنآ إذا عرفنا أن كل تلك الاسماء التي يظن غريفيث انه يدعمها هي بالحقيقة اسماء وهمية وينتهي مصير تلك المساعدات للبيع في الأسواق لصالح نافذين سياسيين , لتكتشف منظمة الغذاء ذلك فيما بعد وتقطع الدعم الغذائي على اليمن فيطير غريفيث الى “جنيف” ويناشد المنظمة لإعادة الدعم لليمن ثم يتصل للفرقاء باليمن ويصرخ “تحروا المصداقية بالمساعدات التي نعطيها” , يعود الدعم الغذائي لليمن بإعتذار الحوثي على الاستحواذ على المساعدات التي لم يستحوذ عليها بل منحت لهم من غريفيث , ثم تبدأ حلقات المسلسل من جديد .
يلتقي بمحافظ مارب ويقنعه بالدفاع عن مارب من الحوثي و أن لا يخضع للضغوط ويعده بدعم سياسي ومالي ولوجستي سعودي قوي , ثم يسافر من مطار مأرب للسعودية ويقنع السفير السعودي بأن محافظ مارب إخواني ولا ينبغي دعمه أو دعم الاخوان المسلمين في مارب ويطلب منهم تكثيف ضرباتهم الجوية على صنعاء وحصار المشتقات النفطية لتركيعهم , يخرج من اجتماعه بالسفير السعودي ويصعد بعدها ليعقد مؤتمر صحفي يناشد فيه التحالف العربي بإيقاف الضربات الجوية وفك الحصار الفروض على اليمن , بعدها يرجع الى صنعاء ويجتمع مع قادة الحوثي وينصحهم بسرعة دخول مارب فورآ وتطهيرها من الارهاب الاخواني ويعد المشاط بدعم سياسي.
إن إحلال السلام مستحيل في اليمن ولطالما كان مستحيلآ منذ خمس سنوات والجميع يتقاتلون برعاية غريفث , إن سياسة غريفث تبعث على الإحباط السياسي .
“الحارس في حقل الشوفان” غريفث كائن ليلي ينام نهارآ ويسهر ليلآ حتى الصباح , يسافر الى لندن لقضاء اسبوع في كل شهر , الامن البريطاني قام بالقبض عليه 4 مرات هذا العام وهو يقود السيارة في لندن تحت تاثير شرب الخمر كما ذكرت صحيفة Telegraph البريطانية , غريفث الرجل الثمانيني مخمور غالبآ ويدير عمل الامم التحدة في اليمن مخضرم في العمل المخابراتي وقد عمل مع جهاز المخابرات البريطاني طويلآ , واغلب طاقمة في اليمن هم ظباط سابقين في بريطانيا , هذا كل ما يمكنني قوله عنه وعن ثقة بالغة ولا يسايرني الشك فيها , اما بقية العاملين في كل المنظمات في اليمن فهم عبارة عن متعاقدين وليسوا رسميين سواء كانوا اجانب او عرب او يمنيين, أي أن عدد اعضاء منظمة الأمم المتحدة في اليمن لا يزيدون عن 20 شخص فقط يشغلون مناصب مدراء المنظمات الرئيسية التابعة للامم المتحدة أما البقية فهم متعيشين بالاجر الشهري او الاسبوعي ولا يعلمون شيئآ عن عمل الامم المتحدة وينتظرون راتبهم الشهري فلا يجب التعميم والتعويل على جيع العاملين هناك.
بقلم: د.فاطمة رضا