كشف اعلامي مقرب من سراي التركية عن الدعوات السعودية المتكررة للتدخل التركي في حرب اليمن كما صرح البرلماني اليمني النشط ورجل الأعمال المعروف حميد الأحمر بضرورة إقناع الجانب التركي والاتفاق معه على المشاركة العسكرية الفعلية وانهاء الحرب في اليمن ، وفي وقت تزامن مع هذا التصريح كتب الصحفي السعودي المعروف (المجتهد) عن وصول الدفعة الأولى من طائرات بيرقدار التركية (الدرون) مع منظومات مختلفة من الصواريخ البعض منها هجومية والأخرى دفاعية ، وأكد المجتهد أن الأسلحة التركية وفي مقدمتها البيرقدار شاركت في العمليات العسكرية الأخيرة في المأرب وحققت نجاحا باهرا في إفشال جميع الهجمات الحوثية وتشتيت التجمعات العسكرية وضرب أوكار الأسلحة وخاصة الصواريخ الباليستية في مخابئها المعقدة وصعبة الوصول إليها .
ومن خلال متابعة البرنامج التركي الرسمي والمعلن من مصادره حول الشأن اليمني نستنتج أن تركيا قد اشترطت على الجانب السعودي بناء تحالف ستراتيجي عسكري طويل الأمد يسمح من خلاله على بقاء جزء من القوات التركية في اليمن ضمن قواعد عسكرية تركية مشابهة بالقاعدة العسكرية التركية في قطر ، ومن المؤكد أن تركيا تخطط للتواجد على الأراضي اليمنية لتحقيق عدة أهداف سياسية وعسكرية واقتصادية في آن واحد والمعلن عنها دون تردد أو استحياء هو رد الصاع بصاعين على إيران التي بدأت تدعم وبشكل جلي منظمة p. K. K الإرهابية .
وكذلك لتكملة الصفحة التالية من صفحات الستراتيجية التركية في محاصرة إيران قبل إبرام الاتفاق الامريكي الاوربي الإيراني في محاصرة تركيا وبدأ هذا الاتفاق يأخذ مداه بعد التدخل التركي في القوقاز ودوره في تحرير جميع الأراضي الأذربيجانية المحتلة منذ ثلاثون عام ، كما أن التواجد العسكري التركي في اليمن هو بمثابة ضربة تركية قاضية على الستراتيجية الإماراتية في اليمن وعملها على استقطاع اليمن الجنوبي من اليمن الموحد .
كما لا ننسى أن الإمارات تعمل جاهدا على ضرب الإخوان وانهاء وجودهم اليمني مما يثير غضب أردوغان ويسرع من تدخله العسكري في اليمن. إذن من هذا الشرح الموجز يتضح لنا أن التحالف بين تركيا والسعودية حول اليمن تخدم مصالح جميع الأطراف المتمثلة باليمن وتحريرها من الهيمنة الحوثية الإيرانية وخلق الأمن والاستقرار في المنطقة وإفشال إيران في سعيها على احتلال دولة عربية سنية مهمة مثل اليمن بوكلاءها من الحوثية وحزب اللات والميليشيات العراقية والسورية ، كما أن هذا التحالف سوف يخدم المصالح السعودية وفي مقدمتها الاقتصادية حيث أن حرب اليمن منذ ٢٠١٥ قد أنهكت الاقتصاد السعودي إضافة إلى منع استهداف الأراضي السعودية ومنشأتها النفطية والصناعية الحيويتين ، كما أن التدخل التركي سوف ينقذ السعودية من المأزق الامريكي وموقفها المضاد للموقف السعودي من الأزمة اليمنية .
ومن المؤكد أن تركيا سوف تحقق أجزاء مهمة من مصالحها الاقتصادية والسياسية والعسكرية في المنطقة، ومن المؤكد أن تحقيق المصالح التركية أفضل بكثير مقارنة بالسعي الإيراني على احتلال اليمن ومن ثم الامتداد إلى بقية دول الخليج والسؤال هل بإمكاننا إقناع الجانب التركي على الموقف ذاته في العراق؟