بعد مجئ ترامب وتمادي ايران وهيمنتها على الطبقة السياسية الفاسدة وفشل كل الحكومات التي نصبت بالتوافق بين الامريكان والنظام الايراني في اقناع العراقيين بأن هذه الحكومات يمكن ان تنفذ بعض مطالبهم البسيطة
كل ذلك وغيره جعل من ترامب ان يعيد انتاج الدور الامريكي تكتيكيا الامر الذي بدأ يمس جوهر المشروع الفارسي في العراق والمنطقة رغم انهما متفاهمين بالباطن كل هذا دفع ترامب ان يعيد توزيع الادوار الامر الذي يرفضه حكام طهران وبدأ سلوكهم يظهر بشكل اكثر عدوانية ليس ضد امريكا بل ضد الشعب العراقي مستغلين ذيولهم في العملية السياسية ورغم وجود اتفاقات ملزمة لايران، مما يثبت أن ايران غير مكترثة بمعاناة العراقيين على نحو يجعل سلوكها عدائياً بشكل سافر. وهذا المثال يكشف الوجه الباطني لسياسة طهران الحقيقية في العراق، بعد 17 سنة من الهرطقة الخطابية عن الاخوة الاسلامية.
الهلال العربي بدل الهلال الشيعي
يتذكر الجميع كيف نبه الملك عبدالله الثاني ملك الاردن بعد الاحتلال الامريكي العراق بوقت قصير من نوايا النظام الايراني بأقامة مشروع الهلال الشيعي وفعلا تمكنت ايران من بسط نفوذها ليس في العراق وانما سوريا ولبنان ثم اليمن مع استمرار محاولاتها للذهاب ابعد من ذلك ولان سقوط العراق يعني سقوط اهم مرتكزات الامة العربية
تحاول ادارة ترامب في هذه لفترة ترميم وضع سياساتها عبر تخليص العراق من براثن الهيمنه الايرانية عبر مشروع تنسيقي اقتصادي خدمي يجمع العراق ذو الامكانات المادية مع مصر ذو الامكانات البشرية ثم ضم الاردن باعتبارة الوسط بين البلدين وخطط لهذا المشروع ان تنفذ مشاريع مشتركة مثل مد خطوط انابيب النفط الى العقبة ومنها الى مصر وتزويد الاردن ومصر بالنفط باسعار تفضيلية وقيام الاردن ومصر بتزويد العراق بالطاقة الكهربائية وتحاول ادارة ترامب ان تضيف السعودية الى هذا المشروع ويبدو ان هذا الامر يلقى قبولا من المملكة السعودية وبذلك سيجد العراق وشعبه متنفسا عربيا يمكن ان يساعده في التخلص من الهيمنه الايرانية ويقطع ذيولها في العراق.
ومن جهته اعتبر الباحث والاكاديمي الدكتور خالد شنيكات ، ان خطوات تنفيذ هذا المشروع وتحديدا في العراق لن يكون بسهولة لاسيما مع وجود ما يسمى بالقهر الشعبي (الحشد) الامر الذي سيسخن ساحة المواجهه بين الشعب وعملاء ايران والايام المقبلة حبلى بالمفاجئات علما ان هذا المشروع يدخل في صلب محاولات ترامب لتحسين موقفه ونقاطه في المعركة الانتخابية علما انه كسب جولة دعم اللوبي الصهيوني بما حققه لهم من انجازات صعبة منها نقل السفارة الى القدس وصفقة القرن واعلان التطبيع مع الدول العربية.
وبدوره اكد وزير النفط العراقي الاسبق والخبير النفطي عصام الجلبي ان مؤشرات تنفيذ ما يسمى بـ ( الشام الجديد ) تكمن
في البعد الاقتصادي حيث ورد عن كونه يتضمن استكمال انبوب النفط من العراق الى ميناء العقبة الاردني لكي يمتد الى مصر لتجهيزها بالنفط وكانت مثل هذه الفكرة قد وردت قبل بضع سنوات .. وبالتالي تعتبر تعاونا من حيث توفر المجهز وهو العراق والمستهلك وهو الاردن ومصر.
انا البعد الثاني فهو يتمثل بنقل الكهرباء من مصر والاردن حيث تتوفر طاقات توليد فائضة الى العراق الذي يعاني من مشكلة ازلية وما زال اثرت على حياة المواطنين بالاضافة الى تاثيرها سلبيا على مختلف الانشطة الاقتصادية.
ويبقى السؤال حول هذا المشروع وهل يبقى حبرا على ورق ام يجد طريقه للتنفيذ ؟