في تهديد جديد من شأنه تصعيد الحرب الكلامية المشتعلة دائمًا بين “حزب الله” و”إسرائيل”.. قال الأمين العام ل،”حزب الله” اللبناني، “حسن نصرالله”، الخميس 20 أيلول/سبتمبر 2018، إن جماعته باتت تمتلك صواريخ دقيقة، رغم الضربات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة لقطع طريق الإمداد عبر “سوريا”.
مضيفًا “نصرالله”، في كلمة نقلها التليفزيون: “في موضوع الصواريخ الدقيقة ومحاولاته في سوريا لقطع الطريق على هذه القدرة وعلى هذه الإمكانية.. أقول له مهما فعلت في قطع الطريق لقد إنتهى الأمر وتم الأمر وأنجز الأمر، وباتت المقاومة تملك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة ومن الإمكانيات التسليحية ما إذا فرضت إسرائيل على لبنان حربًا ستواجه إسرائيل مصيرًا وواقعًا لم تتوقعه في يوم من الأيام”.
وقدم “حزب الله” اللبناني، المدعوم من “إيران”، دعمًا حيويًا لـ”الجيش السوري” في حربه المستمرة، منذ أكثر من سبع سنوات، مما ساعده في استعادة أجزاء كبيرة من البلاد. وتنامت قوة “حزب الله” عسكريًا منذ دخوله الحرب في “سوريا”، عام 2012.
أكبر تهديد لإسرائيل على الحدود..
وتعتبر “إسرائيل”، “حزب الله”، أكبر تهديد على حدودها، وقالت إنها نفذت هجمات متكررة في “سوريا” لمنع حصول “حزب الله” على شحنات أسلحة من “إيران”.
وساعد “الحرس الثوري” الإيراني في إنشاء “حزب الله”، في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، بهدف مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب “لبنان”، الذي إنتهى عام 2000. وخاضت “إسرائيل” و”حزب الله” حربًا على مدى 34 يومًا، في تموز/يوليو عام 2006.
يجب الحذر.. فإسرائيل غاضبة !
وقال “نصرالله”، عبر شاشات عملاقة أمام الحشود بمناسبة، “عاشوراء”، ذكرى مقتل “الأمام الحسين”؛ “إن الإسرائيليين غاضبون؛ لأن مشروعهم في المنطقة سقط بعد أن علقوا آمالاً كبيرة على ما يجري في سوريا والعراق، لكن آمالهم ذهبت أدراج الرياح، فهم يعرفون أن محور المقاومة أصبح أقوى وأن دولاً وشعوبًا جديدة أصبحت في دائرة المواجهة مع العدو الصهيوني”.
لكنه حذر، في الوقت نفسه، قائلاً: “يجب أن نكون جميعًا على حذر، لأن الإسرائيلي غاضب”.
“حزب الله” يمتلك ما بين 100 ألف و120 ألف صاروخ..
وكانت “إسرائيل” قد أقرت، الشهر الحالي، بأنها شنت مئتي غارة في “سوريا”، خلال الأشهر الـ 18 الأخيرة، ضد أهداف غالبيتها إيرانية، في تأكيد نادر لعمليات عسكرية من هذا النوع. وقصفت مرارًا منذ بدء النزاع في “سوريا”، عام 2011، أهدافًا لـ”الجيش السوري” وأخرى لـ”حزب الله”، المدعوم من “طهران”. ويعتقد “الجيش الاسرائيلي” أن “حزب الله” يمتلك ما بين 100 ألف و120 ألف صاروخ بين صواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى، بالإضافة الى مئات الصواريخ البعيدة المدى.
لغة تهديد “نصرالله” لا تتغير..
وفي أول رد على تصريحات “نصرالله”، قال “أفيخاي أدرعي”، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن “عشرات السنوات ولغة تهديد نصرالله لا تتغير، يخطب من وراء شاشة كبيرة ويصرخ بصوت عالٍ، سندمر، سنضرب، سنهزِم. يصرخ أمام جمهوره – لدينا ولدينا. ولكن في النهاية… يبقى في السرداب مع أكاذيبه. نعم، في السرداب أو أي اسم آخر تريد إطلاقه على مكان إختبائك”.
تهديد بضربة ساحقة..
ومن جانبه؛ هدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، “حسن نصرالله”، بتوجيه ما وصفها بـ”ضربة ساحقة” للحزب، حال اندلعت حرب جديدة بين الجانبين.
وقال؛ إن “حزب الله” في حاجة لإعادة التفكير قبل الإقدام على خطوة من هذا النوع.
وتابع “نتانياهو”، الذي يواجه في الفترة الحالية مأزقًا بشأن العلاقات مع “موسكو”، على خلفية إسقاط طائرة روسية قبالة السواحل السورية، أنه في حال دخل “حزب الله” في حرب جديدة؛ فإنه سيتلقى “ضربة ساحقة”، مضيفًا: “لن يستطيع حزب الله حتى أن يتخيلها”.
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه سيكون من الصعب على “حزب الله” التعافي من الضربة العسكرية التي ستنفذها “إسرائيل”، حال اندلعت حرب جديدة، وقال إنه استمع لكلمات “نصرالله”، معتبرًا أنها تنم عن “عجرفة”.
مضيفًا أن هذا الكلام “صدر عن نفس الشخص الذي قال، عقب حرب 2006، أنه لو كان يعلم أن رد إسرائيل على اختطاف 3 من الجنود سيكون بهذه الصورة، لكان قد فكر مرتين قبل الإقدام على هذه الخطوة”. مضيفًا: “أقترح عليه اليوم ألا يعيد التفكير مرتين فحسب، بل 20 مرة، لأنه لو دخل في حرب معنا سيتلقى ضربة ساحقة لا يتخيلها”.
جاءت تصريحات “نتانياهو”، خلال المراسم الرسمية التي أقيمت بـ”جبل هرتسل” في “القدس”، إحياءً لذكرى حرب السادس من تشرين أول/أكتوبر 1973.
ستكون الحرب الأخيرة..
وكان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، الميجر جنرال “يوئال ستريك”، قد اعتبر أنه في حال اندلعت حرب مع “حزب الله” اللبناني فإنها ستكون “الأخيرة”، مشددًا على أنه مع كل صاروخ يطلقه الحزب صوب “إسرائيل” سيتم الرد عليه بأطنان من المتفجرات.
وقال “ستريك”، خلال ندوة إعلامية دارت منذ أسبوعين، وحسبما نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية، “في حزب الله يتحدثون من داخل السرداب. نحن نعي تمامًا وضعهم الاقتصادي وقدراتهم، ولو أدركوا ماذا نعلم عنهم فلن يتحدثوا بهذا الشكل المتغطرس. ستشعر المنظمة ألم ضرباتنا. أتمنى ألا تندلع حرب، ولكن لو وقعت فستكون حرب الشمال الأخيرة”.
وأضاف أنه: “يجب أن نكون صادقين. لدى الإيرانيين أقل مما خططوا له. كلكم تتذكرون يوم التاسع من شباط/فبراير… الإيرانيون خططوا للتحرك بشكل فوري، ولكنهم تحركوا بعد ثلاثة أشهر. لقد أدرك قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الفرق بين التهديدات وبين القدرات، وأنا سعيد جدًا أننا بدقة بالغة سلبناهم هذه القدرات”.
وتابع “ستريك” قائلاً: “هناك أمور لا يتحدثون عنها داخل حزب الله، على سبيل المثال، عمق الأزمة الاقتصادية التي يشهدها التنظيم. ليس سرًا أن دولة إسرائيل تتحرك لحماية مصالحها لمنع التموضع الإيراني في سوريا ولمنع وصول أسلحة متقدمة إلى حزب الله، من أجل ذلك نتحرك في كل ليلة”.
وخلُص “ستريك” إلى القول: “هدفنا الاستعداد للحرب، وسوف نقوم بتفعيل قدراتنا بكامل قوتها لتقليص الأضرار. ستتعرض الجبهة الداخلية لهجمات، ولكنها ستبقى صامدة. على كل صاروخ غير دقيق من لبنان ستتوجه أطنان من المتفجرات إلى موقع دقيق لحزب الله”.
“حزب الله” يقيم قرى على شاكلة القرى الإسرائيلية الموجودة على الحدود..
وفي نهاية آب/أغسطس الماضي، كشف موقع (ديبكا) الإسرائيلي أن “حزب الله” يقيم قرى على شاكلة البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود “اللبنانية-السورية”، بهدف تدريب قواته على عمليات اختراق “منطقة الجليل” الأعلى بإسرائيل. موضحًا أن “حزب الله” أقام هيكلية بلدات ومستوطنات مشابهة لتلك الإسرائيلية على الحدود “اللبنانية-السورية”، بهدف تدريب عناصره على عمليات اختراقها واقتحامها، على غرار ما فعله الجيش الإسرائيلي الذي أنشأ قبله 6 بلدات وقرى في ”هضبة الجولان”، أسماها قرى “حزب الله” لتدريب قواته على احتلال قرى مماثلة يتمركز فيها “حزب الله” وقادة ميدانيون من عناصره على الجانب اللبناني من الحدود مع “إسرائيل”.
وأكد الموقع العبري على أن “حزب الله” أقام سلسلة من القرى المشابهة للبلدات الإسرائيلية، دون تحديد عدد تلك القرى، وهي القرى التي دشنها الحزب بالقرب من حدود “لبنان” مع ”سوريا”، على الجانب اللبناني من تلك الحدود. مشيرًا إلى أنه “في الوقت الذي تحاول إسرائيل إخراج قوات (حزب الله) من الأراضي السورية وإبعاده عن حدود هضبة الجولان، فإن الحزب يقوم بتدشين قرى مشابهة لنظيرتها الإسرائيلية، بغرض الاستعداد لأي مواجهة مع الجيش الإسرائيلي، والحفاظ على جاهزية قتالية لدى عناصره وكوادره لا تقل عن تلك التي يحاول الجيش الإسرائيلي الإحتفاظ بها”.
تلميحات بنشر عناصره على الحدود السورية..
ولفت الموقع الإسرائيلي إلى أن “الأمين العام لـ”حزب الله”، السيد “حسن نصرالله”، قد ألمح في خطابه السابق، إلى أن حزبه سيسحب نصف قواته المقدر عددها بـ 4000 عنصر من “سوريا”، لاستخدامها ونشرها على طول الحدود السورية، والاستعداد لأي مواجهات قادمة مع “إسرائيل”. مشيرًا إلى أنه “ليس من المؤكد حتى الآن، ما إذا كانت قوات (حزب الله) قد بدأت انسحابها من سوريا، أم لا، لكن المؤكد أن الحزب يستعد لمواجهات مع إسرائيل يقدّر الجميع أنها ستندلع عاجلاً أم آجلاً”.