السيارات تسبح في المياه التي إرتفع منسوبها حتى بلغ منتصف الأشجار في الشارع.. هذه هي الصور الجديدة للفيضان في “همدان”، بـ”إيران”، على وسائل التواصل الاجتماعي.
وما يزال هطول الأمطار مستمر بالكثير من المناطق الإيرانية، وقد تم إخلاء عدة قرى مهددة بالفيضانات في محافظات “عربستان”، و”لُرستان”، و”إیلام”، و”کرمانشاه”، و”قزوین” وغيرها. بخلاف تدمير الطرق بشكل كامل بين عدة مدن أخرى.
وأعلن “رضا همتي زاده”، قائد شرطة الطرق والمواصلات في “إيران”، إنهيار الطريق الرابط بين “إيلام” و”دهلران” بشكل كامل بعد فيضان نهر “ميمه زرين آباد”.
في السياق ذاته؛ أعلن “سيد حبيب الله موسى”، حاكم “معمولان”، تدمير الطرق في المدينة تمامًا. وقال: “إنهار جبل گاوزرده ودُمر الطريق الرابط بين معمولان وپلدختر، وإغلاق جسر دول گپ شمال معمولان”.
وقد حذرت وحدة إدارة الأزمات من هطول الأمطار المصحوبة بالرعد والبرق والرياح؛ وإمكانية فيضان الأنهار في محافظات “عربستان”، و”لرستان”، و”کهگیلویه” و”بویرأحمد”، و”کرمانشاه”، و”چهارمحال”، و”إیلام”، مع احتمال إغراق المجاري المائية.
بدورها؛ أصدرت “هيئة الطقس” بيان خاص يحذر المواطنين من هبوب رياح شديدة في محافظات “يزد”، و”مركزي”، و”أصفهان”، و”قم”، وجنوب “طهران”، وشمال “فارس”. بحسب موقع (إيران واير) الإيراني المعرض.
الجدال والمنافسة بين الحرس الثوري والحكومة..
من جهة أخرى؛ تسببت أزمة السيول الأخيرة في احتدام المناقشات والمنافسات بين الحكومة و”الحرس الثوري”.
فقد أعلن المتحدث باسم “الحرس الثوري” تأهب كل الوحدات الهندسية والإغاثية بـ”الحرس الثوري” و”قاعدة خاتم الأنبياء” في عموم “إيران”، بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس، “إسحاق غهانغيري”، إلى “كرمانشاه”، للمشاركة في اجتماع وحدة إدارة الأزمة بالمحافظة؛ والتي كانت قد تنبأت بخطر وقوع فيضانات في الكثير من المناطق.
وقد كثف “الحرس الثوري” وجوده في منطقة “آق قلا”، بتاريخ 21 آذار/مارس الماضي، وفجر مساء 24 آذار/مارس 2019، بعض أجزاء خط السكك الحديدية، “جرجان-اینچهبرون” شمال المدينة، بدعوى فتح مجرى لمياه الأمطار التي تُغرق المدينة.
تلك التفجيرات التي أطلق عليها، “محسن رضائي”، القائد السابق بـ”الحرس الثوري”، مسمى “تفجيرات الأمل”.
وبعدها بثلاثة أيام شرعت الوحدات الهندسية بـ”الحرس الثوري” في تفجير جزء من طريق “چارقلي-گمشيان” بأمر مباشر من قائد الحرس الثوري، “محمد علي جعفري”، وقد حظيت هذه التفجيرات بإستحسان وسائل الإعلام المقربة من “الحرس الثوري”.
لكن، وقبل يومين من هذه التفجيرات، ندد الرئيس، “حسن روحاني”، بهذه العمليات ووصفها بـ”عديمة الفائدة”، وقال: “دمروا الطرق والسكك الحديدية بغية تصريف المياه المتجمعة، لكن لم يحدث شيء؛ وإنما فقط انتقلت المياه من جهة إلى أخرى”.
وقد ووجه انتقاد “روحاني”، الضمني، لعلميات “الحرس الثوري”، برد فعل ضمني من قائد “الحرس الثوري”. إذ صرح “محمد علي جعفري”، خلال تفقده مناطق السيول: “نأمل بالإجراءات التي تم إتخاذها والتفجيرات ألا يتهموننا مجددًا بنقل المياه من جهة إلى أخرى، لأن المسألة هنا ضرورة تصريف المياه”.
وتعليقًا على تصريحات “روحاني” بشأن التفجيرات، كتب “حسين شريعتمداري”، رئيس تحرير جريدة (كيهان) الأصولية المتشددة: “ليت السيد رئيس الجمهورية يلقي نظرة عابرة على تصريحات المتضررين في حواراتهم إلى وسائل الإعلام والمنقولة عبر أثير الإذاعة والتليفزيون، وملاحظة مدى إستحسانهم للحرس الثوري، والباسيغ، والهلال الأحمر، والطواريء، والعناصر الجهادية والمراكز الحكومية التي تواجدت في المشهد، ويدعو للحرس الثوري وجميع العناصر التي كانت موجودة بالسلامة بدلاً من الانتقاد المثير للجدل، والذي تلقفته على الفور وسائل الإعلام الأجنبية”.
وانتقد بدوره تأخر “حسن روحاني”؛ في زيارة المناطق المأزومة، وقال: “ليت السيد روحاني تخلى عن جولته الترفيهية في جزيرة قشم بمجرد علمه بأنباء السيول المدمرة في محافظات غلستان ومازندران، وتوجه إلى المحافظات المأزومة للتضامن مع المنكوبين، وهو ما لم يحدث للأسف”.
أسباب الفيضان..
في الوقت الذي عزا فيه الكثير من خبراء البيئة مسألة الفيضانات الإيرانية الأخيرة إلى إنسداد الممرات المائية والقضاء على الغابات، اتهمت وكالة أنباء (تسنيم)، التابعة لـ”الحرس الثوري”، الأعداء بالوقوف وراء هذه الفيضانات، وكتبت: “قد يكون تلاعب الأجانب بالمناخ أحد أهم أسباب السيول والفيضانات الأخيرة”.
وقبل ذلك؛ شكك “غلام رضا غلالي”، مسؤول هيئة الدفاع المدني، في تغيرات المناخ الإيراني، وقال: “درست المراكز العملية المسألة وتوصلت إلى خيوط بتورط فرق “تركية-إسرائيلية” مشتركة في سرقة السحب غير المحملة بالماء أو الثلوج” !!