إيلاف من لندن: أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم أن بلاده راغبة في علاقات متطورة مع السعودية منوها إلى أنّ السيستاني قد دعاه إلى دعمها وأكد وقوف بلاده على الحياد في الأزمة الخليجية والصراع بين إيران ودول المنطقة ورفض تنحية الرئيس السوري.
وقال الرئيس فؤاد معصوم خلال مؤتمر صحافي في الكويت على هامش زيارته الحالية اليها اليوم وتابعته “إيلاف” إلى أن أول بلد زاره بعد توليه الرئاسة عام 2014 هو زيارة السعودية موضحا انه ذهب إلى النجف قبل ذلك بساعات والتقى هناك مع المراجع الشيعية الكبار يتقدمهم السيد علي السيستاني فوجد لديهم رغبة حقيقية في تطوير علاقات البلدين وانهم دعموا تطور هذه العلاقات.
وأضاف انه طلب رأي السيستاني بزيارته للسعودية فكان رده داعما لتطوير علاقات العراق معها وأشار إلى أنه أبلغ العاهل السعودي انذاك الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز أيضاً برأي المرجعية ذلك. وشدد على أنّ علاقات العراق مع السعودية هي في الاساس جيدة.
وأشار معصوم إلى أنّ بلاده ترغب في علاقات جيدة ومتطورة مع جميع بلدان الجوار ومنها السعودية وإيران مؤكدا انها لاتنحاز إلى طرف على حساب اخر داعيا لتفهم موقف العراق من النزاعات في المنطقة لان له علاقات جوار معها.
وعن الازمة الخليجية مع قطر أكد معصوم أنّ بلاده مع وحدة الخليج ولا تريد إقحام نفسها مع طرف ضد آخر وأشار إلى أنه ليس من مصلحة العراق الدخول في الصراع الخليجي ودعا إلى الحوار بين دوله لحل المشكلات بينها.
ورفض معصوم تغيير الرئيس السوري بشار الأسد وقال إن هذا أمر غير صحيح سياسياً وقال إن ذلك يجب أن يتم عبر انتخابات ديمقراطية.. مؤكدًا أن أمن العراق من أمن سوريا.
مباحثات مع أمير الكويت ورئيسي حكومتها وبرلمانها
وخلال اجتماع مع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت فقد بحث معصوم العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها.
وأكد الطرفان أهمية العلاقات الأخويه بين العراق والكويت وضرورة تعزيزها بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين وشددا على ضرورة حل جميع المسائل العالقه والخلافات وتجاوزها والبدء بمرحلة جديدة من العلاقات المثمرة والبناءة.
وعبر معصوم على أهمية مد جسور التواصل والتعاون بين البلدين، خاصة وان العراق خرج منتصرا على الاٍرهاب واستطاع بقوة وتحدي العراقيين ودعم الأصدقاء في العالم، من هزيمة تنظيم داعش الاٍرهابي وتحرير الاراضي المغتصبة.
وأوضح أن العراق يتطلع إلى دعم كبير لإعادة اعمار المناطق المحررة والتي دمرها الاٍرهاب لكي تعود الحياة الاجتماعية إلى طبيعتها، مشددا على ان العراق يعول كثيرا على مؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد في الكويت.
بدوره شدد أمير الكويت وعلى قوف بلاده إلى جانب العراق كما عبر عن سعيه وترحيبه الكبير بتطوير العلاقات بين البلدين.
وخلال مباحثات معصوم مع رئيس مجلس الوزراء في الكويت الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح فقد ناقشا الأوضاع السياسية والأمنية وعلاقات الأخوة بين البلدين حيث أكد الرئيس العراقي تطلع بلاده إلى بناء علاقات متطورة بينهما ورفع مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري بما يعزز المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
من جانبه أكد الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح على أهمية تعضيد التعاون والتنسيق في جميع الميادين مشيرا إلى أن مصالح البلدين المشتركة كبيرة وينبغي العمل على تعزيزها ودفعها إلى الأمام.
ثم بحث معصوم مع رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم تطوير علاقات بلديهما وضوروة دعم العراق في مواجهة الارهاب.
وأشار الرئيس معصوم إلى أن العلاقات بين البلدين تجاوزت كل الأزمات السابقة معربا عن أمله في ان تصل العلاقات إلى مستوى الطموح وخاصه في مجالات الاستثمار والتبادل التجاري وتسهيل دخول الشركات الكويتيه إلى العراق.
وكان معصوم أشار لدى مغادرته بغداد إلى أن مباحثاته في الكويت ستشمل أضافة إلى مؤتمر المانحين لاعادة اعمار المناطق المحررة من العراق الذي تستضيفه الكويت في شباط فبراير المقبل ملف التعويضات الكويتية عن الغزو العراقي لها عام 1990 والمستحقة على بلاده في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه العراق لاسيما حربه ضد تنظيم داعش منذ عام 2014.. وقال إن العراق اليوم يختلف عما كان عليه قبل عام 2003 وان بلاده حريصة على بناء علاقات جيدة مع كل دول الجوار وغيرها من دول الامتداد العربي.
ويرافق فؤاد معصوم في جولته كل من وزيري النقل والداخلية ورئيس هيئة الاستثمار وعدد من وكلاء الوزارات والمستشارين حيث سيعمل المؤتمر المنتظر انعقاده في فبراير شباط المقبل على توفير منحة بحوالي 100 مليار دولار غير قابلة للرد إلى العراق تذهب إلى صندوق اعمار المناطق المحررة لاعادة تعمير البنى التحتية المدمرة فيها بفعل الحرب التي شهدتها خلال السنوات الثلاث الماضية ضد تنظيم داعش أضافة إلى تأمين عودة النازحين.