شحمة عبد المهدي وبزون البارزاني
بقلم: حيدر العمري
جاء عادل عبد المهدي الى رئاسة الحكومة محملا بحزمة اخطاء ، الخطأ الاكبر فيها هو اختياره لمهمة حرجة ، في لحظة حرجة، وفي ظرف شائك تتربص فيه الذئاب لافتراس الواهن الضعيف ، وعبد المهدي عاجز عن ان يهش الذباب عن وجهه ، فكيف به وهو ينازل الوحوش المفترسة في غابة يحكمها قانون المغانمة والتحاصص !!
حاولوا خداعنا بالقول: جئناكم برجل شبع من المال والجاه والوجاهة ، لايتهافت ، ولا يقايض ولا يبيع ولا يشتري ، لايطأطئ لاحد ، بل يقاوم ولا يساوم! صدقنا في بادئ الامر ، وفرحنا بما وهبته لنا الايام، لكننا فجعنا في اول لحظة أطل فيها ( الامل الموعود) خائفا مرتجفا يستميل هذا ويتوسل ذاك لتمرير وزرائه!
وفي الكواليس التي حجبت عنا، كان احد المحسوبين على كتلة كبيرة يأمر عبد المهدي ان توقف فيتوقف، اجلس فيجلس، انهض فينهض !
كنا ننتظر من رئيس حكومتنا الجديد ان يمد يده الى جيبه الداخلي ويخرج استقالته الموعودة ويقول لمن يملي عليه ويطوعه : خذوها فانا ماجئتها مهرولا ، حرروني منها فانا حر مذ ولدتني مني، ابعدوها عني ان كان فيها استصغاري وضآلتي ، لكنه بدلا من ان يطلق صرخته الرافضة للترويض والتطويع قبل بما املي عليه ، وبلع الاملاءت ، ونفذ الاوامر!
قلنا ان عبد المهدي سيداهن البارزاني مسعود ، وسيحقق له مآربه الانفصالية ، وسيعطيه الشحمة التي كان يحلم بها ، ورد علينا اتباع عبد المهدي بان هذا لم ولن يحصل، وهاهو بيت المال العراقي يمنح هدية لمسعود ، ليعبث به ويهنأ بخيراته ! لم يمر اسبوع واحد على تولي فؤاد حسين ، وهو بزون البارزاني الكبير ، حقيبة المالية حتى جاءته الاوامر من اربيل : ان اوقف الموازنة ولا تمررها!
ومع الامر هامش توضيحي يقول: انها ان وصلت الى البرلمان فستمرر وستضيع ( حقوق الكرد) ..هل هناك لعب اكثر وضوحا من هذا؟ ثمة احتمالان في منح وزارة المالية للبارزاني، فاما ان يكون عبد المهدي ساذجا او متواطئا ، والثانية هي الارجح والاقرب للعقل والمنطق!
لمن نسي او تناسى اذكر بان عبد المهدي ، يوم كان وزيرا للنفط في حكومة العبادي ، حط في اربيل زائرا محتفى به من حكومة الاقليم الكردي ، وكل ماتسرب تلك الزيارة الغامضة والمريبة هو اتفاق مبهم بين بغداد واربيل وقعه عبد المهدي من غير ان يصطحب معه اي مسؤول نفطي لماذا ؟ حتى تنجح لعبة التدليس عليك أن تبعد الشهود عن المسرح!
للحديث صلة