بقلم: الشيخ عصام البوهلالة
الحراك السياسي العراقي الساخن الحاصل هذه الايام في الأراضي العراقية يذكرني بقصة القردة السائبة الجائعة عندما تجد سيارة حمل معطلة دون وجود سائقها ، وحمولتها فاكهة الموز فتهجم عليها بجمعها كبيرها وصغيرها وبكل سرعة واحتيال ، ليستحوذ كل عضو فيها على أكثر عدد من هذه الفاكهة المحببة لديه ، وحينما تتدافع هذه القردة وتحشر في زوايا صندوق السيارة ، يستقوي فيها القرد القوي على ما بيد الضعيف من الموز واخذه بعيدا دون مشاركة الآخرين ، «فلا بارك الله لهم بما أخذوا ولا بارك الله لهم بما أكلوا» ، ولو تعلم هذه القردة ماذا يحدث لها عندما يحضر قائد السيارة ويجد أن فاكهته قد سرقت غدرا واكلت ، وانه سوف يستعمل كل الطرق لجلب وحجز القردة السارقة في خلفية سيارته ، وبيعها على حدائق الحيوانات بارخص الأثمان ، لتذوق الذل والهوان وتكون إضحوكة لزوارها ، عقوبة على فعلتها ، حينها لتمنت الموت على أكلها الموز الذي جلب لها هذه العقوبة ، وقد تكون نهايتها الموت المحتم ، وهذا ما سوف يحصل إن شاء الله لكل القردة على اختلاف أنواعها واشكالها التي مرت على العراق منذ عام 2003 ولغاية الآن ، لصراعها على سرقة الموز وعدم مبالاتها بمعانات اصحابه والعاقل يفهم .
* سياسي عراقي
الاربعاء 2022/1/26