رسالة الأشرم لوسطاء الحكومة بكل صراحة! هذه شروطنا!
بقلم :د. عادل الأشرم بن عمار
قلنا رأينا بكل أمانة، يعلمها الله سبحانه قبل الآخرين الذين سمعوها:
السيد الكاظمي على مفترق طرق، خندق الشعب وخندق اعداء الشعب، طريقنا طريق شعبنا، فإذا أراد طريق الشعب فعليه أن يقوم أولا بإتخاذ قرارات مصيرية شجاعة حاسمة، ولايتردد بها قيد انملة، وعلى من يعول عليه من دول إقليمية وغير إقليمية ويهمه استقرار العراق والمنطقة أن يدعمه بها، أكثر من حث الأصوات الرافضة للهيمنة الخارجية على العراق أن يكونوا جزءا من حكومته قبل فعل أي شيء على الأرض.
طريق الشعب يبدأ بمحاربة أعداء الشعب، حرب على المليشيات الخارجة على القانون بدون هوادة، ومحاسبة القتلة والمجرمين أيا كانت عناوينهم ومناصبهم وأحزابهم، وفك اسر المظلومين وكشف مصير المغيبين، ومطاردة اللصوص والفاسدين ومصادرة مانهبوه من اموال، وملاحقة أنشطتهم المالية في الخارج، ومعرفة حسابات البنكية المشبوهة.
تلك المرحلة الأولى، أما المرحلة الثانية تبدأ بإعادة هيبة الدولة بتقوية الجيش والشرطة والقوى الاستخباراتية، وتصليح هياكلها على أسس وطنية واضحة، وجعل الولاء للعراق مقدم على اي اعتبارات أخرى، وطرد كل الجهات والعناصر الخارجية وإعتبار أي نشاط خارج نطاق الدولة إرهابا كحال من يصنف إرهابا يجب محاربته.
المرحلة الثالثة وهي الأهم، إعطاء الشعب حقه من مال بلاده، ويتم هذا بنفس النماذج الراقية للدول الأكثر ثراء وعيش راقي، وهذا يتم من خلال توفير العمل والتوظيف للجميع، ومن يتعذر عليه أن يكون مستفادا يعطى راتب بدل عطالة حتى يتم حصوله على عمل، وهذه المرحلة يجب أن تكون مفعلة مع المرحلتين السابقتين وبنفس التوقيت، ولاتتعذر الدولة بالعجز المالي، فهناك مليارات الدولارات يجب سحبها من اللصوص وتسخيرها لهذا الهدف، مع تأجيل بعض المشاريع لفسح المجال أمام تنفيذ ماورد اعلاه، والتركيز على المشاريع الخدمية والأساسية الملحة، وتشجيع عودة الصناعة والزراعة وكل القطاعات الحيوية ذات النفع الخاص والعام لممارسة نشاطها الاقتصادي لخدمة الوطن، والتركيز على أعطاءها الأولوية مع المنافسات الخارجية، والسيطرة على المنافذ الحدودية والمطارات من خلال القيام بحملة أمنية تاريخية في وقف الفساد المستشري بها، وبكل الدوائر الحكومية الأخرى، ومنع دخول الممنوعات، ووقف نشاط التهريب والمتاجرة السوداء، والقضاء على كل أشكال العصابات والمافيات العاملة بهذا المجال.
فتح الطريق أمام إجراء انتخابات حرة ونزيهة تشرف عليها جهات دولية موثوقة، ويتم تعطيل اي جهدا حزبيا تم تجريبه سابقا، وضمان عدم التزوير ومصادرة إرادة الناس.
كما يجب أن تقوم الحكومة بوقف كل صرف مالي يتم من خلال الإتجاهات السياسية المعارضة والعاملة خارجا قبل عام ٢٠٠٣م، ومنها مايعرف زورا وبهتانا بلاجئي رفحاء، والقاء كل امتيازاتهم، وفتح لجنة تحقيقية بمتابعة هذا الملف والوقوف على كل تفاصيله بحزم.
فتح المجال أمام عودة الكفاءات الوطنية والتخصصات المهنية، وكل أبناء الوطن الذين خرجوا بسبب رفضهم لمشروع الإحتلال والهيمنة الأجنبية من الخارج، وضمان حمايتهم من العصابات المجرمة التي تعمل بأمر الخارج، وفتح المجال أمامهم في إعادة بناء البلد على أسس سليمة وقويمة.
جعل الولاء للعراق هو المرجع الاعلى في الانتماء الوطني، ورفض أي وصايات خارجية ذات توجهات دينية أو عرقية، ومنع رفع الشعارات والولاءات غير العراقية واعتبارها خيانة عظمى، ويشمل هذا إزالة الصور والشعارات والأعلام والرايات المستوردة تحت حجج مختلفة من التوجهات العميلة، ومنع أي نشاط خارجي لأي جهة كانت على حساب الوطن وإبن الوطن.
من يريد أن يبنى وطن بإخلاص لايستصعب شيئا، ولا يؤمن بالمستحيل، فأمم كثيرة عانت الأمرين ولكنها انتصرت لذاتها، فنجحت.
نعم مهمة صعبة ولن تتحقق بيومين، ولكن إن توفرت الإرادة الحرة الشجاعة ستتحقق في ظرف قياسي.
ومن أعتقد أن المنادين بها سييأسون فهو واهم، فطريق صناعة الأوطان قد تنجح بجيل أو أجيال، والعزيمة الصادقة هي من ترسم خارطة طريقها ولاتلتفت للخونة والجبناء. عاش العراق حرا أبيا، والذل والعار للغزاة ومن لف لفهم.