جائحة كورونا تنصف فلسفة كارل هاينز رومينيغي
بقلم: عبد الاله العلمي
تعطيل اﻷلة اﻹنتاجية كنتيجة مباشرة لبرنامج الحجر الصحي، إضافة إلى سياسة اﻹحتراز المتبعة من طرفا البلدان ضحايا فيروس كوفيد19، أضرتا بشكل كبير معضم القطاعات اﻹقتصادية بعدما أضحت كبار المؤسسات المالية بمعية الشركات العملاقة، المتوسطة و الصغيرة تحصي خسائرها بالملايير و ملا يين و اﻷلاف الدولارات مما سيترتب عليه أثار متباينة سيما على المستوى اﻹقتصادي و اﻹجتماعي ناهيك على باقي القطاعات اﻷخرى،كان من نتائجها المباشرة إستفحال ظاهرة البطالة و ما سينجم عنه من تراجع في القدرة الشرائية للفرد، و ايضا ترشيد النزعة اﻹستهلاكية و تجنب الكماليات بالنسبة لباقي الفئة المحظوظة.
هذا الرجوع اﻹقتصادي الرهيب سيرخي بظلاله لا محال على باقي القطاعات الموازية و التي تتنفس سطوتها بفضل اﻹزدهار اﻹقتصادي كحال المجال الرياضي عموما ،و خصوصا منه كرة القدم.فكما هو معلوم فقد عاش واقع الساحرة المستديرة في اﻷونة اﻷخيرة على تداولات داخل أروقة بورصة سوق إنتقالات الاعبين على أرقام فلكية، حيث سيفجر نيمار داسيلفا لتلك الصفقات المدوية و هو يلتحق بعرين حديقة اﻷمراء قادما من ف س برشلونة بقيمة 220 مليون اورو،علاوة على أجور الدوري اﻹنجليزي الجد مرتفعة بالموازة مع تخصيص كبريات اندية القارة العجوز – بمعية نظرائها في الخليج، امريكا و الصين – مبالغ مالية ضخمة للظفر بنجوم اللعبة خصوصا أولئك الذين ينعمون بعقود رعايا دسمة كالمنشستر يونايتد ، جيفونتيس…أو تلك الشبه المخوصصة كالتشلسي، مانشسترسيتي و باري سان جيرمان…
هذا ﻹستعراض المالي أثر سلبا على سمعة كرة القدم، سواء من حيث ضربه لقواعد اللعب النظيف، أو إقباره لأندية ذات صيت تاريخي عتيد كانت بالأمس القريب تضرب لها ألف حساب كفروق بنيفكا، بورتو،أولمبيك مارسيليا…الخ.
يالمقابل لقيت هاته السياسة المالية المنتهجة سيلا من اﻹنتقادات من طرف محللي و تقنيي اللعبة و على رأسهم واحد من عرابي كرة القدم اﻷلمانية و فريق بايرن ميونيخ، اﻷسطورة كارل هاينز رومينيغيه الذي كان يدعو دوما إلى عقلنة الممارسة المالية لكرة القدم من خلال ضبط أجور و صفقات إنتقال الاعبين منوها و مشجعا الاعب الشاب كونه اﻷقل كلفة بين اﻷندية، يقول كارل هاينز رومينيغيه في تصريح كان قد خص به صحيفة بيلد اﻷلمانية
” نريد منافسة أهل القمة في إيطاليا، إنجلترا و إسبانيا، و أن يتواجد لاعبون شباب في قائمتنا (1) ،”و يردف قائلا :”الشباب لا يكلف أرقام كبيرة في اﻹنتقالات، لا نريد أن نشارك في الجنون الحالي، نملك فلسفة خاصة بنا ” (2 ).
و معلوم أن كبار اﻷندية اﻷوربية شرعت مؤخرا في جملة من المفاوضات مع لاعبيها من اجل تخفيض رواتبهم، في حين بدأت في التلويح في إعتماد أسلوب مقايضة لاعبيها فيما بينها تجنبا للإنفاق المالي مما يوحي بتراجعها عن الفلسفة المالية المالية المبالع فيها لصالح نهج سياسة التقشف المعلن من طرف كورونا.