رئيس التحرير / د. اسماعيل الجنابي
الجمعة,26 أبريل, 2024

بقلم: عادل الاشرم … حرب الفساد بين التنظير والتفعيل!

حرب الفساد بين التنظير والتفعيل!
بقلم: د. عادل الاشرم
     الكل اليوم يسل لسانه ويتوعد الفاسدين بحرب لاهواده فيها، وصفها بعضهم بأنها أشد وطأة من الحرب على الإرهاب، حتى الفاسدين ينادوا بمحاربة الفساد، في منطق عجيب يعني محاربة أنفسهم.
   ومع أن المتوعدين بالحرب هذه لم يبينوا بعد من هم الفاسدين، وماهي الوانهم ومناصبهم، ولكن الدلائل كلها تشير ألى أن من يتهم بالفساد في أخر المطاف سيكون هو الشعب نفسه لعدم وجود متهمين، لسبب بسيط هو أنه من سمح لمن يتهمه ويحاكمه أن يستعبده ويحتقره بكل شيء، حتى في كرامته.
    لقد كنا من أوائل الذين صفقوا لرئيس الوزراء على همته هذه، النظرية طبعا، وانتظرنا يترجمها بصورة عملية على الأرض، وكنا مدركين صعوبتها، ومدركين قوة نفوذ الفاسدين وهيمنتهم، ودعم الخارج المتنفذ بنا لهم. ولكن! قلنا أن القأئد الشجاع الذي يريد أن يبني وطن حقيقي تسود به العدالة وحكم القانون، ليس أمامه إلا أن يقود الحرب على الفساد، لأنها سبب كل ماحل بالبلاد، وماعاناه العباد.
     عندما نسمع اليوم تصريح رئيس الوزراء عن أن حربه على الفساد لاتتعلق بشخصيات تم تحديدها، ولكن تتعلق بآلية متابعة للفساد. ماهذا بالله يارئيس الوزراء؟ أي متابعة بقيت! الأمر مكشوف أبو أيسر.
   هل بقي عراقي في الداخل أو في الخارج لايعلم عن أسماء لفاسدين يعملون بوضح النهار.
   أبو أيسر فاسدين أصحاب مناصب يعتقلون بجرم مشهود، ويخلى سبيلهم بجرم فساد مشهود، وبصفقات بعشرات الآلآف من الدولارات تسلم لسفارات نافذه رشاوي، لقاء أن تضغط بتبرئتهم.
     لا أحد ينكر قوة خصمك، ولكن هي حرب لا مفر منها، لايجب الالتفاف عليها، هي واضحة، أما تستطيع أو أخرج لشعبك وقول لهم الحقيقة: أن الأمر أكبر مني وليس بطاقتي، هذا أهون على الشعب من التظليل.
    هل معقولة أنك لاتسمع ولاترى مايحصل، سواءا الآن أو من قبل، عن ملفات فساد كبرى نخرت البلد من رأس الهرم للقاعدة؟
    هناك فساد متفشي ومعيب بحق العراق وشعبه، أصبح من العار على كل مسؤول شريف أن يتحمله، او يقف مكتوف الايدي أمامه.
    فساد وتمرد على القانون، بل ابتزاز ومساومة وصلت إلى حد معيب مخجل، لايمكن أعفاء الحكومه منه، ومن المسؤولية الاخلاقية والسياسية المترتبة عليه، وخصوصا وأنها ترفع شعار الحرب على الإرهاب، فكيف تفسر لنا تمرد محافظيك وأبتزازهم جهارا نهارا  أمام الملا كله، باستخدام نفوذ الدولة، وتسييس القضاء لصالحهم، لتنفيذ أجندتهم في ضرب كل صوت يناؤهم بتحدي مكشوف لمواجهة سوط الحرب على الفساد.
    من يريد أن يحارب الفساد عمليا وليس نظريا، عليه أن يكون صاحب قرار مستقل، ويعمل بدون تردد وخوف، ولايستثني شخصية أو مسؤول أو كيان معين.
   هناك لصوص سرقوا مال الشعب، بعضهم في الداخل وبعضهم في الخارج، بعضهم في مناصب وبعضهم سرحوا من مناصب، يجب محاكمتهم واستعادة ماسرقوه، ويجب ملاحقة كل مسؤول كان له يد بماحل بالبلاد، أو أرتبطت مرحلته بالصفحة السوداء التي أحرقت العراق.
 
  

اقرأ أيضا

أخبار ذات صلة

Next Post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.