رئيس التحرير / د. اسماعيل الجنابي
الثلاثاء,30 أبريل, 2024

بعد شكوى السعودية على الإمارات.. قضية الياسات إلى الواجهة مجددا

كشفت وثيقة رسمية نشرها موقع الأمم المتحدة عن “رفض” السعودية لإعلان الإمارات أن “الياسات” منطقة بحرية محمية، معتبرة أن ذلك “يتعارض مع القانون الدولي”.

وبحسب وثيقة رسمية نشرها موقع الأمم المتحدة مؤرخة في 28 مارس 2024، تقول رسالة من وزارة الخارجية السعودية موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة إنها “لا تعتد ولا تعترف بأي أثر قانوني” لإعلان الإمارات أن “الياسات” منطقة بحرية محمية وذلك بحسب المرسوم الأميري رقم 4 الصادر عام 2019.

وقالت الخارجية السعودية، وفقا للمذكرة الأممية، إن المملكة “لا تعترف … بأي إجراءات أو ممارسات يتم اتخاذها أو ما يترتب عليها من حكومة الإمارات في المنطقة البحرية قبالة الساحل السعودي”.

وأضافت أن السعودية “تتمسك بكافة حقوقها ومصالحها، وفقا لاتفاقية الحدود المبرمة بين البلدين في 21 أغسطس 1974 الملزمة للطرفين وفقا للقانون الدولي العام”، بحسب المذكرة التي تعتبرها الحكومة السعودية “وثيقة رسمية” وطالب الأمم المتحدة بتعميمها.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من جانب الإمارات.

ويأتي ذلك بينما تداولت فيه وسائل إعلام أميركية وجود “خلافات متصاعدة” بين الدولتين، حول السياسات تجاه اليمن وقرارات منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)

ذكر تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، الثلاثاء، أن العلاقات بين السعودية والإمارات تدهورت لدرجة دفعت ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لوصف المسؤولين في الدولة الخليجية الجارة بأنهم “طعنونا في الظهر”.

وقالت الصحيفة إن ولي العهد أخبر مجموعة من الصحفيين في ديسمبر 2022 بأن المملكة مستعدة لاتخاذ “إجراءات عقابية” إزاء الإمارات إذا لم تستجب لقائمة من المطالب.

وأضاف أن الإجراءات ستكون “أسوء مما فعلت بقطر”، في إشارة إلى الأزمة السياسية التي اندلعت في 2017 وشهدت مقاطعة اقتصادية ودبلوماسية قادتها السعودية والإمارات ضد قطر.

تصاعد الخلاف

وحسب تقرير “وول ستريت جورنال”، فإن ما قاله محمد بن سلمان للصحفيين جاء عقب خلافات متصاعدة بين السعودية والإمارات حول السياسات تجاه اليمن وحول قرارات منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).

ونقل التقرير عن مسؤولين في البلدين أنه في مسعى لخفض التوترات، جرى تبادل مخاطبات حوت شكاوى ومطالبات بتغيير السياسات.

محمد بن زايد حذر ولي العهد

ماهي منطقة “الياسات”؟

و”الياسات” منطقة بحرية تابعة لإمارة أبوظبي تقع بالقرب من المياه الإقليمية للإمارات التي أعلنت عنها منطقة بحرية محمية لأول مرة عام 2005.

وبحسب وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات، فإن منطقة “الياسات” البحرية تضم 4 جزر مع المياه المحيطة بها، وتقع في أقصى جنوب غرب أبوظبي.

الصحيفة أن الرئيس الإماراتي، الشيخ، محمد بن زايد حذر ولي العهد السعودي في أواخر 2022 من أن تصرفاته تقوض العلاقات بين البلدين.

كما اتهمه بالتقرب الزائد من روسيا فيما يتعلق بسياسات المملكة النفطية وكذلك في الاتفاق الدبلوماسي مع إيران، من دون التشاور مع الإمارات.

وكانت السعودية وإيران أعلنتا مصالحة في مارس 2023 عبر اتفاق أبرم بوساطة الصين بعد نحو سبعة أعوام من قطع المملكة علاقاتها بإيران.

قطيعة منذ 6 أشهر

وأشار التقرير إلى أن زعيمي البلدين الخليجيين لم يتحدثا منذ ما يزيد على ستة أشهر. ولم يشارك الرئيس الإماراتي في القمة العربية التي دعا لها محمد بن سلمان بالتزامن مع زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ للرياض في ديسمبر 2022، وكذلك لم يتواجد ولي العهد السعودي عندما التقى محمد بن زايد بزعماء عرب في قمة بالإمارات في يناير 2023.

وقال مسؤول رفيع بالإدارة الأميركية لـ”وول ستريت جورنال” إن الزعيمين الخليجيين “لا يشعران بالراحة بوجود الآخر على قدم المساواة”، وإن تزايد الخلافات بينهما “ليس مفيدا لنا”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، توسطت لعقد اجتماع في 7 مايو 2023 بين ولي العهد السعودي ومستشار الأمن القومي الإماراتي شقيق الرئيس الإماراتي، طحنون بن زايد.

وقال التقرير إن محمد بن سلمان قال لطحنون بن زايد إن على الإمارات أن لا تعرقل محادثات وقف إطلاق النار في اليمن وأن المملكة ستقدم تنازلات للإمارات. إلا أن الصحيفة أضافت كذلك أن ولي العهد السعودي طلب من مستشاريه عدم تغيير السياسات تجاه الإمارات قائلا “لم أعد أثق بهم”.

ويشهد اليمن منذ 2014 حربا بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وبين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والتي يدعمها تحالف عسكري تقوده السعودية، إلا أن وفدا سعوديا كان أجرى في أبريل 2023 محادثات نادرة مع الحوثيين في صنعاء دون التوصل إلى اتفاق نهائي حول هدنة.

معلومات غير دقيقة

وفي رد على تقرير “وول ستريت جورنال”، نفى مسؤول إماراتي تدهور العلاقات بين البلدين ووصف ما جاء في التقرير بأنه “خاطئ كليا”، بينما جاء في رد مسؤول سعودي أن المعلومات الواردة في التقرير “ليست دقيقة”.

وكانت مجلة “فورين بوليسي” نشرت تقريرا، في 12 يوليو الجاري، قالت فيه إن القتال بين الجنرالين المتنافسين في السودان ليس مجرد نزاع داخلي، بل يمتد إلى منافسة بين الإمارات والسعودية لتعزيز تواجدهما الإقليمي والسيطرة على السودان.

وأشارت إلى أن السعودية والإمارات تعتبران أن “الحرب فرصة لترسيخ مكانتهما المهيمنة في الشرق الأوسط، وبينما تدعم السعودية البرهان، تدعم الإمارات حميدتي”.

 

اقرأ أيضا

أخبار ذات صلة

Next Post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.