بائع شعر بنات ..و ..ترف الطغاة..
بقلم: د. ضياء واجد المهندس
عندما طلب الإمامُ عليٌّ (عليه السلام) عملًا لدى يهوديٍّ في بستانه لثلاثة أيام على أن يُعطيَهُ مقابله زادًا و متاعًا، استغربَ اليهوديُّ الذي قَبِلَ العَرْضَ، وزاد استغرابه عندما رأى عليًّا (عليه السلام) متفانيًا و مُتقِنًا لعمله، فزاده في الطعام ..
أخذَ عليٌّ(عليه السلام ) أجرَهُ و منحَهُ لعائلةٍ مُعدمَةٍ مُتعفِّفةٍ من فقراء المسلمين، التي ليس لها معيلٌ، بعد أن عرف أنهم على شفا الموت جرَّاءَ عدم رمي اليهودي فضلاتَهُ من الطعام بقُربه كما كان يفعل سابقًا، حيث كانوا يعتاشون على فضلات الأغذية من مزابل اليهودي …أسلم اليهودي بعد أن أبلغَهُ تابعُهُ القصةَ و الذي كان التاجر اليهودي قد أرسله في إثر عليٍّ (عليه السلام)، فقد أسلم مُقلِّدًا أُنموذجَ الأخلاق و الإيمان و التقوى و الإيثار ….كم من ولاتنا الطغاة يُدركون أنَّ شريحةَ المُعتاشين على المزابل و الفضلات أخذوا يتصارعون مع القطط و الكلاب السائبة في أسوء و أبشع صورة عن العوز و الظلم والكفر؟؟؟!!!!!!!!!! عاتبَنا بعضُ الإخوةِ من السياسيين عندما انتقدنا جموعَ المنافقينَ المُردِّدينَ (علي وياكَ علي)، و الهاتفين بها لرؤوساء الكتل، و بعض الوزراء و وزيرة الصحة السابقة، و قلنا حينها أنَّ عليًّا (عليه السلام) بريءٌ ممَّا تفعلون ….
ماتَ بائعُ شَعَرِ بناتٍ قتله الحرُّ ولم نعُد نسمع صوتَهُ الهاتف (شعر بنات، و وين أروح و وين أبات….) ، مات ولم يَبِع بضاعتَهُ، سوف لن يعودَ إلى ابنته و أمه و معه قوت لا يتعدى يومه ..مات قبل زوال شمس العراق الحارقة من لهيب جهنم. حصدَهُ ملَكُ الموتِ فِديَةً لأثرياءِ السُّحتِ الحرامِ و طُغاة الأرض في بلدٍ اختطفهُ السُّرَّاقُ الظالمين و أصبحنا لهم ضحايا و قرابينَ ..مات لينتصرَ بائعو الدَّمِ والضمير و الشرف و الدِّين … مات الكادحُ الفقيرُ المظلومُ المسكينُ … سيُقابِلُ ربَّهُ بكفنٍ أبيضٍ و قلبٍ أبيضٍ و بضميرٍ و وجهٍ أبيضٍ، و لسانُ حالهِ يصرخ بقول الله تعالى: (وقفوهُم إنهم مسؤولون)، و مثلُهُ سيقابلُ طغاةُ العراقِ و ساسةُ الشِّقاقِ و قادةُ النِّفاقِ بكفنٍ أبيضٍ و وجهٍ أسودٍ و قلبٍ حالكِ الظلمةِ ..
لنا و للعراق و لفقرائنا و مظلومينا اللهُ الواحدُ القهَّارُ..