افادة صحيفة الفايننشال تايمز ، إنه عند تقدم مسلحي تنظيم “داعش بعد سيطرتهم على الموصل إلى الجنوب نحو العاصمة العراقية، استغاثت الحكومة العراقية بحلفائها، وكانت إيران أول من استجاب، إذا أرسلت بسرعة أسلحة ومستشارين عسكريين لدعم القوات العراقية، الأمر الذي كشف عن مدى قوة العلاقة بين بغداد وطهران.
وتشير الصحيفة إلى أن “الجماعات المدعومة من إيران باتت جزءا أساسيا من القوات المسلحة المشاركة في القتال لطرد مسلحي تنظيم داعش من المدن والبلدات التي سيطروا عليها . و أنه مع تراجع المسلحين “الجهاديين”، تبحث إيران عن تعزيز موطئ قدمها في العراق، لكنها تواجه اليوم وبعد سنوات من هيمنتها، تنافسا على النفوذ من المملكة العربية السعودية، حليفة الولايات المتحدة ومنافستها الإقليمية الرئيسية.
وترى الصحيفة أن هذا الأمر يضع العراق تحت خطر أن يكون ساحة للسجال والتنافس بين طهران والرياض اللتين تدعمان أطرافا متحاربة في النزاعات الدائرة في سوريا واليمن.
وتضيف أن السعودية استقبلت في الأشهر الأخيرة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وكذلك الزعيم الشيعي المؤثر، مقتدى الصدر، ووعدت الرياض بأنها ستفتح منفذ عرعر الحدودي بين البلدين للمرة الأولى منذ 27 عاما.
وتخلص الصحيفة إلى أن هذا المقترب يمثل تحولا في إستراتيجية السعودية، التي ظلت لسنوات تبدو بعيدة عن الدور الإيراني المطرد في العراق، وينظر إليه على أنها خطوة تهدف إلى تحجيم تأثير طهران في العراق.
وتنقل الالصحيفة عن أحد مستشاري الحكومة الإيرانية قوله، إن العراق يمثل جزءا أساسيا في خطط الرئيس الإيراني، حسن روحاني، لجعل العلاقات الإقليمية في بؤرة تركيز سياسته الخارجية.
وقال المستشار الإيراني، أن “زيادة نفوذنا في العراق على مختلف المستويات تعد في مقدمة أولوياتنا وأمرا حيويا بالنسبة لنا، يجب أن لا نترك العراقيين يغيرون آراءهم بشأننا”، مضيفا أنه يتمنى تحقيق ذلك من دون تصعيد التوتر مع الرياض.
وتوضح الصحيفة أن واحدة من الشكاوى الأساسية للسعودية والولايات المتحدة ضد إيران، هو تدخل طهران في شؤون الدول العربية.