بدأ عشرات آلاف العراقيين بالتجمع في ساحة التحرير وسط بغداد، حيث دخلت الاحتجاجات المطالبة بـ”إسقاط النظام” في العراق الجمعة شهرها الثاني وأسفرت عن مقتل نحو 250 متظاهرا.
وأفادت مصادر للحرة بأن ساحة التحرير والشوارع الرئيسية المؤدية لها غصت بالمتظاهرين الذين توافدوا بأعداد كبيرة بعد انتهاء خطبة المرجعية الدينية في كربلاء.
وأضافت أن اعداد المتظاهرين الجمعة وصلت لأرقام غير مسبوقة، فيما يتوقع أن تبلغ التظاهرات ذروتها بعد ساعات قليلة.
ورفع متظاهرون شعارات تطالب برحيل جميع الطبقة السياسية الحاكمة، وأخرى مناهضة للتدخل الإيراني في العراق.
وكان المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني الجمعة رفضه أن يقوم “طرف إقليمي أو دولي” بـ”فرض رأيه” على المتظاهرين في العراق، حيث ينقسم النفوذ السياسي بين إيران والولايات المتحدة.
ويبدو أن رسالة السيستاني كانت إشارة إلى كلام المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي الأربعاء عن وجود “مخططات من الأعداء لإثارة الفوضى وتقويض الأمن في بعض دول المنطقة”، منبها “الحريصين على مصلحة العراق ولبنان (…) إلى أن الأولوية الرئيسية هي معالجة اضطراب الأمن”.
ونصب الآلاف خياما في ساحة التحرير بوسط بغداد وانضم إليهم آلاف آخرون خلال اليوم. ومن المتوقع أن يجتذب يوم الجمعة أكبر حشد من المتظاهرين حتى الآن، مع خروج الكثيرين إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة.
وأقام المتظاهرون نقاط تفتيش في الشوارع المؤدية إلى ساحة التحرير ومحيطها، لإعادة توجيه حركة المرور.
وانضم الوافدون الجدد إلى أولئك الذين خيموا الليلة الماضية وقدموا لهم المساعدة. وتتحرك مجموعة من الشباب في الشوارع “لجعل الأمور مريحة” لغيرها من المحتجين.
وقال محمد نجم، الذي تخرج من كلية الهندسة لكنه عاطل عن العمل، إن الساحة أصبحت نموذجا للبلد الذي يأمل هو ورفاقه في بنائه. وقال “نقوم بتنظيف الشوارع، والبعض الآخر يجلب لنا المياه ويمدنا بالكهرباء”.
وأضاف “(الساحة) دولة صغيرة. الخدمات الصحية بالمجان والنقل مجانا بواسطة التوكتوك.. هذه الدولة كانت موجودة منذ 16 عاما وما فشلت في القيام به أنجزناه في سبعة أيام في التحرير. إذا لم يكن باستطاعتهم القيام بذلك فعليهم أن يرحلوا”.
ويغني كثيرون عن الاعتصام في الوقت الذي أصبحت فيه الخوذ والأقنعة الواقية من الغاز مشهدا عاديا. وجلست مجموعة من النساء في منتصف العمر يصنعن شطائر الفلافل.
وفي الأيام الأخيرة، كانت الاحتجاجات سلمية نسبيا خلال النهار، إذ انضم إليها كبار السن والأسر الشابة، لكنها تتخذ طابعا أكثر عنفا بعد حلول الظلام فيما تستخدم الشرطة الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية للتصدي للشبان الذين يسمون أنفسهم بالثوريين في الشوارع.
alhurra source