الموصل …الجرح الكبير
بقلم: اياد العناز
كان إستهداف الموصل مشروعا تدميريا واسعا في جميع جوانب الحياة الإجتماعية والإقتصادية والتربوية والصحية والسياسية والسعي لزرع حالة الإحباط واليأس في نفوس أهالي المدينة وتطويعهم ضمن مخطط توسعي يستهدف حياتهم ووجودهم ومستقبلهم ،ولكن هذا المشروع أصبح واضحا بأدواته وأهدافه وملامحه وبدأ أهالي المدينة جميعهم يعلمون حقيقة ما يدور حولهم وطبيعة الصراعات الحزبية والفئوية والمصالح المادية للكتل السياسية ،بعدما ذهبت أدراج الرياح أدعاءات حكومات بغداد التي دعتهم للبقاء في المدينة وعدم تركها ومغادرتها عند بدأ العمليات العسكرية فكان الدمار الشامل لحياتهم وحياة أبناءهم ومناطق سكناهم وحقولهم ومزارعهم ومتاجرهم وضياع مستقبل أبناءهم وإستشهاد إخوانهم وأهاليهم من السكان العزل الابرياء .
عندما نريد أن نحتفل بمناسبة وذكرى إنما نستحضر الإمكانيات والمشاريع التنموية والإنجازات الحضارية والخدمات الواسعة التي قدمت خلال الفترة التي سبقت الإحتفال بهذه المناسبة أو تلك ،ولكن في حالة أهالي محافظة نينوى وتحديدا مدينة الموصل فنحن نقف أمام حالة من عدم الرقي والإرتقاء لحقيقة المعاناة التي كابدها أهالي المدينة وسعيهم للعمل على البدأ بعودة الحياة لها وإعمارها والتخفيف من معاناتهم ومكابداتهم لأن المشهد الميداني لا يوحي بوصفنا هذا لأن حكومة بغداد بقت هي وجميع وزاراتها ومؤسساتها الخدمية عاجزة عن تقديم العون لأهالي المدينة ولم تسمو وترتقي لهذه المعاني الكبيرة ولم يسعفها العمل بالقليل من الجهد الميداني لإعادة الحياة للمدينة .
يعني الإحتفال البدأ بملامح حياة جديدة فيها من الألق والتقدم والرخاء والسعادة وال،جاز الميداني والحيوي بما يحقق حياة سعيدة كريمة لأهالي المدن والمناطق المنكوبة والمهدمة وعلى حكومة بغداد أن تكون أكثر إنصافا وعدلا وهي تعلن بدأ مراحل إعمار مدينة الرماح ، لا تزال المدينة الأصلية (الساحل الأيمن ) تشهد وجو ملايين الاطنان من الأنقاض لم ترفع لحد الأن ولم تستطع دوائر الخدمات العامة من إكمال وإصلاح شبكات المياه والكهرباء ومد الخطوط لإعادة الحياة لها ولو بالكميات المتاحة و لا زالت المدينة القديمة تشكو إفتقارها للمشاريع الخدمية التي من شأنها العمل بجدية لإنصاف أهلها وإعادة الأمل لهم ، ولا زال الأهالي النازحين بسبب الهدم والتحطيم الذي طال منازلهم يتواجدون مخيمات النازحين والتي تحوي أكثر من 450 ألف نسمة من أهالي محافظة نينوى لم يتم إعادتهم لمناطق سكناهم بسبب عدم وجود أي بادرة أمل لهؤلاء الأهالي في العودة لدورهم المهدمة .
فهل تحقق لمدينة الموصل ما كانت تتوقعه من إنصافها وإعادة البنية التحتية لمؤسساتها الخدمية والتنموية ؟