حيدر العمري
خيط المسبحة الايراني الذي جمع حبات تحالف البناء بات واهنا وقد ينقطع في اية لحظة!
منافع موسمية ، وتكتيكات مؤقتة ومشتركة ، جمعت هادي العامري مع نوري المالكي في تحالف اريد منه ابعاد الدكتورحيدر العبادي عن رئاسة الحكومة اولا، واطلاق يد الفصائل المسلحة في القرار العراقي ثانيا ، ،وحماية النفوذ الايراني في العراق ثالثا ، وتقاسم كعكة المناصب بهدوء وعلى مهل دون منافسات شرسة رابعا!
كان المالكي ، الذي خسر جميع اوراق اللعب ، مستعدا للتحالف مع الشيطان مقابل الابقاء على بعض نفوذه المتآكل بسبب (ارث ) من الفشل والنكبات والنكسات والهزائم صبغت صورته باللون الرمادي القاتم !
يريد الرجل ان يبقى صقرا ، في نظر مريديه واتباعه على الاقل، لكن المتغيرات المتلاحقة اضطرته ان يكون حمامة ، او أن يتقمص هذا الدور على وفق قاعدة( تمسكن حتى تتمكن) ، لكن اي استقراء لمستقبل الرجل يؤكد ان فرصته في التاثير باتت شبه معدومة في ضوء المعطيات التي انتجتها انتخابات 2018 التي اظهرته على حجمه الحقيقي شعبيا وسياسيا!
اما هادي العامري فانه قد غسل وجهه بعرق المضحين ودمائهم ليسوق نفسه على انه صانع الانتصارات ، والمدافع الصنديد عن ( ثوابت المذهب) ليمسك العصا من طرفيها ، طرف الدفاع عن مصالح ايران ونفوذها ، وطرف محاباة المرجعية وتنفيذ توجيهاتها !
بين المالكي والعامري ( ارث ) من الخلافات والاختلافات بدأت منذ تشكيل منظمة بدر في ايران ، واتسعت وتعمقت مع الدعم الايراني للمجلس الاسلامي وتحجيمه لدور حزب الدعوة في زمن المعارضة ، ثم أخذت بعدا آخر بعد عام 2003 حين عصفت الصراعات بين القوى الشيعية بما تبقى من مشتركات بين الرجلين !
يعلم العامري ان (غريمه ) و( حليفه) نوري المالكي لم يعد رقما مهما في جدول الضرب السياسي ، لذلك قبل به لاكمال العدد ، ولارضاء ( الاخ الاكبر) في طهران ، والمالكي كان يدرك ذلك تماما !
اما وقد تحققت احلام العامري ومن اوحى له بابعاد العبادي عن رئاسة الحكومة ، ومنع الصدر من تشكيل الكتلة الاكبر فان الأوان قد آن ل( أبي حسن ) ان يمعن في تهميش غريمه وهو المهمش اصلا !
ذهب العامري للتفاهم مع الصدر ـ ولاعادة لحمة التحالف بينهما ، التي كادت ان تتمزق بسبب الفياض ، بعيدا عن المالكي وموقفه المعروف من الصدر وموقف الصدر المعروف منه ! هنا صار اللعب على المكشوف ، وهنا ترجم المالكي خلجاته ووسواوسه ليتهم العامري بالانفراد في قيادة تحالف البناء ، وانه ذهب الى الصدر ليمثل كتلة الفتح وليس تحالف البناء حسب تصريحات المالكي لفضائية العهد! !
ماذا يعني ذلك؟
يعني ان المالكي ايقن انه سيزداد تهميشا وضعفا اذا بقي ضمن تحالف لايحسب له حسابا ، وايقن ايضا ان البحث عن حلفاء آخرين هو الطريق الاوحد الذي لاطريق سواه للحفاظ على بقية من وزن او كرامة ، لكن السؤال الاهم : اي من القوى السياسية يمكن ان تعيد للمالكي بعضا من نفوذه وهيبته؟
اية نظرة فاحصة للخارطة السياسية تظهر بوضوح ان تحالف البناء لن يبقى متماسكا خاصة وان (سنته )قد عضوا اصابع الندم على انخراطهم فيه ، وما محاولات المالكي لاسترضاء الصدر و(التقدم نحوه مترا) الا ترجمة لعمق الخلافات بينه وبين العامري من جهة ، ولحالة التململ الذي تعيشها مكونات الفتح وقواه من جهة اخرى والايام حبلى بمفاجآت قد لاتخطر على بال احد !!