في هجوم مفاجيء، صباح الإثنين 9 نيسان/أبريل 2018، استيقظت سوريا على هجوم صاروخي، اتهمت إسرائيل بالوقوف وراءه، حيث قصفت قاعدة جوية عسكرية قرب مدينة “حمص” وسط البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية، (سانا)، عن مصدر عسكري قوله إن “طائرات إسرائيلية من طراز (إف-15) أطلقت عدة صواريخ من فوق الأراضي اللبنانية” استهدفت القاعدة.
واستهدف هجوم، الإثنين، قاعدة “تياس” الجوية، المعروفة باسم “تيفور”، وأودى بحياة 14 شخصًا، بحسب مراقبين.
ونشرت وكالة أنباء (فارس) الإيرانية صور وأسماء من قالت إنهم ثلاثة من أفراد “الحرس الثوري” الإيراني قتلوا في الغارات.
وقد اتهمت سوريا، في البداية، الغرب بالوقوف وراء القصف، إذ كان كل من الولايات المتحدة وفرنسا قد هددتا بالرد على الهجوم الكيميائي المزعوم، بيد أنهما نفيا قيامهما بقصف القاعدة.
إسرائيل أبلغت أميركا قبل القصف..
فيما ذكرت وسائل إعلام أميركية أن إسرائيل أبلغت واشنطن بخططها للهجوم على منشآت عسكرية في سوريا.
وبحسب شبكة (إن. بي. سي) الإخبارية: “أكد مسؤولان أميركيان أن الجيش الإسرائيلي هو الذي نفذ الهجوم على قاعدة جوية في سوريا”، وهو أمر لم تعترف به إسرائيل رسمياً حتى الآن، وأضافت، أن “إسرائيل أبلغت واشنطن مسبقًا بالهجوم”.
رد مباشر على نجاح الجيش السوري..
ثم عادت سوريا لتحذر من التداعيات الخطيرة للإعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية ودعمها المستمر للتنظيمات الإرهابية، مؤكدة على أن الإعتداء على “مطار تيفور” بريف “حمص”؛ ما كان ليتم لولا دعم الإدارة الأميركية.
وقالت وزارة الخارجية السورية، في رسالة وجهتها إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية، (سانا)، إن هذا الإعتداء الإسرائيلي يشكل ردًا غير مباشر على نجاح الجيش السوري في طرد المجموعات الإرهابية المسلحة من دمشق وريفها ومناطق سورية أخرى، مشيرة إلى أن هذا الإعتداء الإسرائيلي ما كان ليتم لولا الدعم اللامحدود والمستمر الذي تقدمه لها الإدارة الأميركية.
“نتانياهو” يهدد بضرب كل من يلحق الضرر بإسرائيل..
بعد القصف؛ قال رئيس وزراء الاحتلال، “بنيامين نتانياهو”، “اليوم.. إنّ إسرائيل ستضرب كل من ينوي إلحاق الضرر بها”.
وقال “نتانياهو”: “لدينا قاعدة بسيطة، وهي إذا حاول شخص ما ضربك، إنهض وأضربه أولاً”، وأضاف خلال زيارة لبلدة “سديروت”، أنّ كلمة الأمن تلخص سياسة إسرائيل.
رسالة لإيران..
كما قال “عاموس يادلين”، رئيس شعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي سابقًا، إن قصف “مطار تيفور” العسكري السوري رسالة لإيران، مفادها أن سلاح الجو الإسرائيلي لن يسمح ببناء قوة عسكرية إيرانية على أرض سوريا.
ونقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، عن “يادلين” قوله، إن طهران تريد بناء قواعد عسكرية في سوريا، وهو هدف تسعى إليه، بينما مهمة الجيش الإسرائيلي هي إقصاء إيران عن هذا الهدف الذي يهدد أمن إسرائيل.
وأضاف “يادلين”، أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح كذلك للجيش السوري بأن يتوسع في مناطق سورية لبسط نفوذه فيها من خلال استخدام أسلحة كيماوية في منطقة “الدوما”، زاعمًا في الوقت ذاته أن الهدف من القصف هو الرد على استخدام أسلحة كيماوية من قبل النظام السوري.
سلاح الجو الإسرائيلي عاد للعمل..
سبقه في تصريحات لصحيفة (يديعوت أحرونوت)؛ وزير الدفاع الإسرائيلي، “أفيغدور ليبرمان”، قائلًا: إن “سلاح الجو الإسرائيلي عاد للعمل في سوريا” مرة ثانية.
وترى صحيفة (هاأرتس) الإسرائيلية، في مقال للكاتب، “عاموس هارل”، نشرته الإثنين؛ إن إسرائيل لم تعد تجلس على هامش الأحداث الدائرة في الشرق الأوسط، بل أصبحت تلعب دورًا أكثر نشاطًا.
مضيفة أنه لم تكن هذه المرة الأولى التي تشن فيها إسرائيل ضربات ضد دمشق، ففي آذار/مارس من العام الماضي، وشباط/فبراير من هذا العام، أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن ضرب القاعدة الجوية في “مطار تيفور”، وهو المطار الذي يتواجد فيه مستشارين عسكريين إيرانيين.
وفي شباط/فبراير الماضي؛ دمر سلاح الجو الإسرائيلي مركزًا إيرانيًا للتحكم في القاعدة الجوية، وذلك بعد أن دخلت طائرة إيرانية بدون طيار المجال الجوي الإسرائيلي، وأيضًا بعد أن أسقط الإيرانيون طائرة مقاتلة إسرائيلية من طراز (F-16).
خطوط حمراء..
قالت صحيفة (هاأرتس)؛ إن إسرائيل حددت بالفعل خطوطًا حمراء منذ اندلعت الحرب الأهلية السورية، إذ أعلنت أنها ستعمل على إحباط تهريب أسلحة متطورة من سوريا إلى “حزب الله” في لبنان، ومنذ ذلك الحين نسب الإعلام الأجنبي إلى إسرائيل عشرات الغارات الجوية ضد قوافل الأسلحة ومستودعات الأسلحة في سوريا.
وفي العام الماضي؛ رسمت إسرائيل خط أحمر آخر؛ وهو تحصّن إيران داخل سوريا، بحسب الصحيفة العبرية.
الضربة لها سياق إستراتيجي أوسع..
أضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه يجب النظر إلى الضربة الإسرائيلية – إذا كانت هي من شنتها – في سياق إستراتيجي أوسع، لافتة إلى ما يحدث بشكل عام في سوريا من هجوم الكيماوي على مناطق المعارضة في “دوما بـ”الغوطة الشرقية”، والتأثير الروسي الإيراني المتنامي في سوريا؛ والتصريحات الصادرة عن إدارة “ترامب” حول سحب القوات الأميركية من البلاد.
وفي الأربعاء الماضي، التقى رؤساء “تركيا وروسيا وإيران” في العاصمة التركية، “أنقرة”، لعقد قمة تتناول الترتيبات التي “تقسّم السلطة والنفوذ في سوريا”، بحسب تعبير الصحيفة.