الدولة المدنية
بقلم: عامر العزاوي
هي دولة تحافظ وتحمي كل أعضاء المجتمع ، تتكافئ فيها الفرص للجميع ، بغض النظر عن انتماءاتهم القومية أو الدينيه أو الفكرية ، حيث لا يمكن ان يتداخل الدين مع السياسه ، مع العرض ان الدولة المدنيه لا تعادي الدين ولا ترفضه ، بل أن الدين يظل في الدولة المدنية عاملا في بناء الأخلاق ، وخلق الطاقة ، وحث المجتمع للعمل والإنجاز والتقدم . دون التدخل في السياسة
وهناك عدة مبادئ ينبغي توافرها في الدولة المدنية والتي إن نقص أحدها فلا تتحقق شروط تحقق تلك الدولة ، وأن اهم هذه المبادئ التي تقوم عليها تلك الدولة ،
– هو ألا يخضع أي فرد من أفرادها لانتهاك حقوقه من قبل فرد آخر أو طرف آخر. فهناك دوما سلطة عليا هي سلطة الدولة والتي يلجأ إليها الأفراد عندما تتعرض حقوقهم ومصالحهم للخطر أو تهدد بالانتهاك . فالدولة هي التي تطبق القانون وتمنع كل من يريد ان يطبق العقاب بنفسة دون الرجوع الى القضاء وسلطة القانون ، وان تحقيق هذا يتطلب تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات ، ووجود سلطة قضائية قويه ونزيه
– مبدأ المواطنة: والذي يعني أن الفرد بموجبه يُعرف تعريفاً قانونيا اجتماعيا بأنه مواطن، حيث لا يمكن ان يُعرف بمهنته أو بدينه أو بإقليمه أو بماله أو بسلطته، وهذا يعني انه عضو في المجتمع له حقوق وعليه واجبات ، حيث يتساوى فيها جميع المواطنين في البلد الواحد .
– أيضا من أهم المبادئ التي تتأسس عليها الدولة المدنيه ، ان تقوم على نظام مدني يؤمن بالسلام والتسامح وقبول الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات، وتتكافئ الفرص للجميع ،و أن هذه القيم والمبادئ ، هي التي تشكل ما يطلق عليه بالثقافة المدنية، وهى ثقافة تتأسس على مبدأ الاتفاق ووجود حد أدنى من القواعد يتم اعتبارها خطوطا حمراء لاينبغي تجاوزها.
– ومن أهم مبادئ الدولة المدنية أنها لا تتأسس بخلط الدين بالسياسة. كما أنها لاتعادي الدين أو ترفضه فرغم أن الدين يظل في الدولة المدنية عاملا في بناء الأخلاق وخلق الطاقة للعمل والإنجاز والتقدم. حيث أن ما ترفضه الدولة المدنية هو استخدام الدين لتحقيق أهداف سياسية، فذلك يتنافى مع مبدأ التمدن الذي تقوم عليه الدولة المدنية، كما أن هذا الأمر قد يعتبر من أهم العوامل التي تحول الدين إلى موضوع خلافي وجدلي وإلى تفسيرات قد تبعده عن عالم القداسة وتدخل به إلى عالم المصالح الدنيوية الضيقة.
– ويعتبر مبدأ الديمقراطيه ، من اهم المبادئ ، حيث تمنع من أن تؤخذ الدولة غصبا من خلال فرد ، أو نخبة ، أو عائلة ، او نزعة عنصريه ، بل يتم التغير وتداول السلطة عن طريق ثورة فكريه تستهدف المنظومة الاجتماعية ، لتشيع الثقافة المدنيه ، كما تشهده الان ثورة تشرين التي اختصرت محطات كبيرة وسنين وقد وصلت الى محطتها الاخيرة انشاء الله ، وبذلك يكون التغير عن طريق صناديق الاقتراع ، ويمكن ان يسمى هذا المبدئ ، سلمية الدولة المدنيه ، وفي الختام نتمنى بان يتبلور الفكر المدني في ثقافة المجتمع العراقي ، وان يتجه لانتخاب مرشحي التيار المدني ، والقوى المدنيه لينتج دولة مدنيه تقلص السراق، وتحاسب القتله ، وتقلل من تأثيرهم في الحياة السياسية في المستقبل القريب ،
عافا الله شعبنا وجنبه شر فايروس كورونا وتداعياته ..
عاش العراق .. عاش الشعب العراقي ..
سياسي مستقل
forat1iraq@yahoo.com