بقلم: د. مها أسعد
أن توظيف مفهوم التحالفات لوصف أنماط مُتعددة للعلاقات والألتزامات بين مُختلف أنواع الفاعلين من دول مُختلفة في مجالات مُتنوعة على المستويين الداخلي والخارجي، تعد في أوسع معانيها أتفاقات او تفاهمات رسمية أو غير رسمية على مشتركات معينة تعزز العلاقات وتدفع بها قدماً لتحقق نتائجها وأهدافها المبتغاة والمتفق عليها من قبل جميع الأطراف المُشكلة للحلف، ويرتبط ذلك بشكل عام بتصاعد حالات التدخل المباشر بين التهديدات الخارجية والداخلية كجزء من ظاهرة نشأت عنها مُستويات بينية للتفاعلات تتجاوز الحدود الفاصلة التقليدية، ويفرض هذا النمط من الأحلاف لمواجهة الأخطار الداخلية-الخارجية او الموازنة الشاملة متعددة الابعاد(Omnibalance)؛ هنا يتم مواجهة صعوبة في تعبئة التفاعلات من قبل الفاعلين، وتزيد أشكاليات كيفية المواءمة المتوازنة بين التوازنات الداخلية والخارجية في الوقت ذاته، وان هذه الإشكالية تأتي بسبب قياس الأختلاف بين حالات التصيير السياسي ومحتوى التصيير السياسي، فإذا كان هناك نظام دولي( أقليمي أو عالمي) من دون تمثيل أجتماعي له، فان المحتوى سيُعد أسلوب من أساليب التفكير المحصور في المؤسسة وبعيد عن التصرف في الواقع، لذلك يتألف البرنامج التعليمي لمجتمعات الدولة المُنظمة في الغالب من أساليب مؤسسية معيارية للتفكير والتصرف، عندها سيكون وجود بمثابة هيئات مُختصة في التثقيف للتحالفات السياسية والتي سوف تحقق غايتها وأهدافها المخطط لها سلفاً، والتي هي بالاساس مُهيئة لذلك بسبب وجود أسس ثقافية مشتركة مؤثرة على التصيير الاجتماعي (Social prosseccing)ومنها ما نقارب به بخصوص التحالفات السياسية بين “دول الشرق” ، حيث أننا لو بحثنا لوجدنا ان هناك مُشتركات واضحة تؤهل لنجاح هذا الحلف منها عناصر ثقافية ( القيم، والجذور التاريخية، والاهتمام بالتراث والفلكلور،…)، تؤثر في التنشئة الاجتماعية للإنسان داخل هذه الدول، والتي تؤثر بشكل خفي(Hidden) في الرغبة بالتحالف، فإن أبعاد السياق الاجتماعي التأريخي والبيئة والأثار تُعزز الرغبة في الحلف كما اشرنا وتُشكل الهوية السياسية والثقافية السياسية بالتكرار وبالتركيز على الافكار، ومن ثم تُرسخ في ذهن الفرد والمجتمع فتتشكل بها مُكونات ومفهومات معرفية (المعرفة السياسية ذات الصلة، والتفكير و الخبرة)، وأخرى قيمية متمثلة في ( الاتجاهات الأيديولوجية السياسية)، والسلوكية ( السلوك ذات الصلة بالسياسة). يساعد التفاعل بين هذه التأثيرات بشكل كبير في تحديد الفترات التاريخية في الحياة السياسية لأي مجتمع من تلك الدول التي عنيناها بالحلف والتي تتسم بأنشطة سياسية لبضع اجيال، حيث تسعى هذه الطريقة للتعرف على الفروق المحددة بين الأجيال في المواقف السياسية والتوجهات السياسية والسلوك السياسي والثقافة السياسية ومدى تقبلها لتلك التحالفات مع تلك الدول التي تعد هي بالأساس ضمن خارطة وجودها الجغرافي، ويعمل بعد ذلك في برنامج سياسي يهيء تلك الأجيال الرافضة للأندماج بالحلف أستجابة لما طرأ من تغيرات حثتنا لكسر الثابت النمطي الذي قد كون صورة ذهنية ثابتة وجامدة عند الاجيال الرافضة من مجتمعاتنا، فيتم بذلك تحديد، ومن ثم تفسير وجود، وعمل نوع معين من السياسة بالتركيز على المشتركات والأولويات، التي دعتنا بالاساس للتفكير بتلك التحالفات، وعلى رأسها أطر قيمية معيارية رصينة ولتكن على سبيل المثال لا الحصر “القضية الفلسطينية” أحداها والأساسيةُ فيها.