اختار الأميركيون الذين أدلوا بأصواتهم أمس (الثلاثاء)، في أول اقتراع يجري منذ فوز دونالد ترمب المفاجئ بالرئاسة عام 2016 انتخاب كونغرس منقسم، إذ انتزع الديمقراطيون مجلس النواب فيما عزز الجمهوريون سيطرتهم على مجلس الشيوخ، بعد سباق محموم شهد معارك محتدمة من الطرفين.
وفاز الديمقراطيون بالغالبية في مجلس النواب، وقد حملتهم موجة المعارضة لترمب ووعدهم بحماية نظام التغطية الصحية، ولو أنهم لم يحققوا «الموجة الزرقاء» المرتقبة.
وانتزع الديمقراطيون 26 مقعدا من الجمهوريين، أربعة منها في بنسلفانيا، وكذلك في فلوريدا وكولورادو وكنساس ونيوجيرسي ونيويورك وفرجينيا.
من جانبه، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس بأنها «نجاح هائل»، رغم خسارة حزبه الجمهوري السيطرة على مجلس النواب.
وكتب ترمب على «تويتر» «نجاح هائل الليلة»، مضيفا: «شكرا للجميع».
وشهدت الانتخابات فوز الكثير من النساء والشباب والمرشحين من أقليات. ومن السوابق التي سجلت فوز الديمقراطيتين إلهان عمر (مينيسوتا) ورشيدة طليب (ميشيغان)، لتكونا أول مسلمتين تدخلان الكونغرس، وشاريس ديفيدز (كنساس) لتصبح أول أميركية من السكان الأصليين في الكونغرس.
أما ألكسندريا أوكازيو كورتيز (نيويورك) المنتمية إلى الجناح اليساري من الحزب الديمقراطي، فأصبحت في سن الـ29 أصغر أعضاء الكونغرس سنا.
وتعهدت زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي الثلاثاء بـ«ترميم الضوابط والمحاسبة» على إدارة ترمب، معتبرة في الوقت نفسه أن الأميركيين أظهروا في الانتخابات أنهم «سئموا الانقسامات».
ويضم مجلس النواب 435 مقعدا يتم تجديدها بالكامل كل سنتين. وكان يتحتم على الديمقراطيين انتزاع 23 مقعدا من الجمهوريين لتحقيق الغالبية. وبحسب موقع «كوك بوليتيكال ريبورت» فإنهم سيكسبون ما لا يقل عن ثلاثين مقعدا.
أما في مجلس الشيوخ، فعزز الديمقراطيون سيطرتهم منتزعين أربعة مقاعد من الديمقراطيين بحسب وسائل الإعلام الأميركية، وقد عززت موقعهم خريطة انتخابية مواتية هذه السنة، حيث تحتم على الديمقراطيين خوض معارك حول عشرة من مقاعدهم في ولايات مؤيدة لترمب.
وصمد الديمقراطيون في فرجينيا الغربية ونيوجيرسي، لكنهم خسروا منذ المساء ولاية إنديانا الأساسية ثم ميزوري وداكوتا الشمالية، وهي مناطق محافظة.
وحقق الجمهوريون انتصارا ثمينا باحتفاظهم بمقعد تيد كروز في تكساس، رغم إنفاق ملايين الدولارات دعما لحملة الديمقراطي بيتو أورورك الذي كان من أبرز وجوه السباق.
وفي فلوريدا، هزم الحاكم السابق ريك سكوت السيناتور الديمقراطي المنتهية ولايته بيل نلسون. وفي مسيسيبي، سيعاد طرح مقعد مجلس الشيوخ للتصويت في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) لعدم بلوغ أي من المرشحَين عتبة 50 في المائة من الأصوات.
ويضم مجلس الشيوخ مائة مقعد، يتم تجديد ثلثها كل سنتين، ما يشمل 35 مقعدا هذه السنة.
وخسر الديمقراطيون واحدة من أبرز معاركهم لمناصب الحكام الـ36 المطروحة، مع هزيمة أول مرشح أسود لهذا المنصب في ولاية فلوريدا أندرو غيلوم أمام الجمهوري رودي سانتيس المناصر بلا تحفظ للرئيس والذي فاز رغم اتهامه بالعنصرية بعد منافسة شديدة.
كما كانت الأنظار متجهة إلى المعركة في جورجيا بين الجمهوري براين كمب والديمقراطية ستيسي أبرامز التي قد تصبح أول حاكمة من السود لولاية أميركية.
وفي كولورادو اختار الناخبون الديمقراطي جاريد بوليس الذي سيصبح أول حاكم أميركي يجاهر بمثليته. وفي كنساس، أثارت الديمقراطية لورا كيلي مفاجأة كبرى بالانتصار على كريس كوباك الذي كان يتصدر الترجيحات.
إلى ذلك، فاز شقيق نائب الرئيس الأميركي مايك بنس بمقعد في مجلس النواب عن دائرة كان الأخير يمثلها حتى الآن في إنديانا، معقل الجمهوريين. وفي سن 61 عاما خاض رجل الأعمال والعسكري السابق أول انتخابات له. وترشح كمحافظ مناهض للإجهاض ومؤيد للأسلحة.
وقال بعد فوزه: «مثل كثيرين منكم، لا يزال الرئيس ترمب يشكل مصدر الوحي لي»، مضيفا: «أنا أدعم برنامج الرئيس الذي يكافح من أجل الطبقات الوسطى».
وانتخبت ألكسندريا أوكازيو كورتيز البالغة من العمر 29 عاما والمتحدرة من أميركا اللاتينية والتي دخلت بقوة الساحة السياسية الوطنية، عضوة في مجلس النواب لتصبح بذلك أصغر نائبة في الكونغرس. ومع برنامج يساري بقوة، فازت هذه النادلة السابقة والمعلمة التي عملت في حملة برني ساندرز الانتخابية عام 2016 عن دائرتها الشعبية في نيويورك، الممتدة بين أحياء برونكس التي نشأت فيها وسط عائلة متواضعة، وكوينز.