لو أصبحت رئيسا ..
لو أصبحت رئيسا كما هي ضربات الحظ في أوطان العشوائيات العربية فسأسير ومن حولي جيوش من المرافقين الذين انتفخت أوداجهم وتفتلت شواربهم وانتفخت على غير عادتها عضلاتهم يحملون معهم مشاجب القوات المسلحة العتيدة تعبيرا عن الهيبة السلطان ،ولجعلت الناس يتهافتون على النظر الى وجهي والقاء الأهازيج والأماديح بين يدي خصوصا واني اعرف انهم سيشتمون اسلاف اسلافي بعد رحيلي عنهم ( لا سامح الله بعد قرون طويلة ) ، ولكلفت المتخصصين في التاريخ ليكتبوا تاريخي ويعظموا أصلي وفصلي وأرومتي وبطولاتي ونضالي من أجل الحرية وكفاحي من أجل الخلاص والكرامة شريطة أن يصبح كل هذا جزءا اساسيا مما يدرسه الطلاب في مدارسهم لكي لايلوث التاريخ المزور عقولهم لأنني أنا من يصنع التاريخ كما هي العادة عندنا.
لو اصبحت رئيسا لتكرمت على المنافقين والسقط من المتاع ومحترفو مسح الأكتاف والأحذية بأن يكونوا بطانتي وحاشيتي المقربة وحكومتي العتيدة فمثل هؤلاء الناس يجيدون تغيير( كعبات ) ولائهم بسرعة تغيير ( حفاظات ) مؤخرات أطفالهم والفائدة الوحيدة المرتجاة منهم هي أنهم يشكلون غطاءا مناسبا لكل وساخاتي .
لو اصبحت رئيسا لعينت صهري وزيرا للدفاع مع أنه كان يمتهن العطارة في سوق الخضروات في المحلة ، وعينت أخي وزيرا للداخلية مع أنه من اصحاب السوابق في سجلات الشرطة والأمن العام والخاص، وشقيق صاحبتي مديرا للبنك المركزي وهذا أهم ما في الموضوع كله لأنني أحتاج المال أكثر من حاجتي لوجودكم أصلا في هذه الأرض.
لو أصبحت رئيسا فاني أعدكم بحرب جديدة لا تبقي لكم نسلا ولا حرثا إلا وأتت عليه ، فليس من المعقول أن يكون لكل من سبقني حربه الخاصة التي قدمتم له كل ما عندكم فيها ليكون هو بطل انتصاراتكم الوهمية ولا يكون لي ما هو أفضل منهم جميعا ( يعني بقت عليه آني ).
لو أصبحت رئيسا سيكون لكم ولأولادكم سجون جديدة لا يعرف لكم فيها الجن الأزرق طريق جرة وأعدكم باني سأكون عادلا في توزيعكم على هذه المساكن الجديدة حيث لن استثني منكم أحدا الا وناله منها نصيب.
لو اصبحت رئيسا لقطعت دابركم فمثلكم لا يستحق أكثر من هذا ،وإلا ما ماوافقتم على أن يحكم معتوه مثلي . أحمد الطيب