في ظل التوتر الذي تشهده العلاقات الأميركية الإيرانية، تسعى إيران إلى تعزيز تواجدها في قارة أميركا الجنوبية من خلال تدعيم العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدول، كما تطمح إلى إنشاء تعاون اقتصادي وصناعي معها.
شارك نائب الرئيس الإيراني، “إسحاق جهانغيري”، في النسخة الرابعة من “منتدى الدول المصدرة للغاز”، الذي يقام في مدينة “سانتا كروز” البوليفية، وأعرب خلاله عن رغبة بلاده في تعزيز العلاقات مع دول أميركا اللاتينية.
وصرح بأن “قارة أميركا الجنوبية لها أهمية كبيرة بالنسبة إلى إيران ولسياستها الخارجية، ولها مكانة رفيعة للغاية، ونحن هنا من أجل تعزيز العلاقات شيئاً فشيئاً مع هذه الدول”.
وأكد نائب الرئيس الإيراني على أن بلاده بها احتياطات مهمة للغاية من الغاز الطبيعي، وسيكون لها مشاركة فعالة بشأن القرارات التي يتم التوصل إليها خلال المنتدى.
“جهانغيري” التقى بـ”مادورو”..
التقى “جهانغيري” بالرئيس الفنزويلي، “نيكولاس مادورو”، على هامش المنتدى، وعبر خلال اللقاء عن دعم بلاده لنظام “مادورو”، في فترة تشهد فيها فنزويلا توترات بين الحكومة والمعارضة.
وشهدت العلاقات بين طهران وكاراكاس تطوراً كبيراً، خاصة مع بداية تشكيل منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” في العراق عام 1960، ورغم وجود احتياطات كبيرة من النفط لدى الدول الغربية، إلا أن الرئيس الفنزويلي الراحل، “هوغو تشافيز”، إتجه إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع النظام الإيراني، وتشكيل روابط معه فيما يخص إنتاج الطاقة والتعاون في مجالات الاقتصاد والصناعة.
ويشارك في المنتدى أيضا عدد كبير من الوزاراء والمسؤولين في قطاع الطاقة من 20 دولة، من بينها “الجزائر وبوليفيا ومصر وغينيا الإستوائية وإيران وليبيا ونيجيريا وقطر وروسيا وتوباغو والإمارات العربية وفنزويلا”.
وتعتزم الدول المشاركة في المنتدى توقيع “إعلان سانتا كروز”، الذي بموجبه سوف يتمكنون من التحكم في أسعار الغاز الطبيعي عالمياً.
إطلاق أسطول إيراني إلى خليج المكسيك..
في إطار التحركات الإيرانية تجاه القارة اللاتينية، أعلن قائد القوات البحرية الإيراني، “حسين خانزادي”، خلال مؤتمر صحافي الأربعاء الماضي، أن بلاده تعتزم إطلاق أسطول من السفن الحربية الإيرانية بإتجاه المحيط الأطلنطي لزيارة عدة دول صديقة في أميركا الجنوبية، مشيراً إلى أنه سوف يُرفع العلم الإيراني فوق “خليج المكسيك”.
وتشكل المكسيك فناءاً خلفياً للولايات المتحدة، وتعتبر طريقاً مهماً للتجارة ونقطة محورية، ما يجعل من هذه الخطوة بالغة الخطورة بالنسبة لها.
وأكدت طهران على أن الهدف من هذه الخطوة هو إظهار قدرتها على الإبحار لمسافات طويلة، وبث رسالة سلام.
وتعهد “خانزادي”، المعين حديثاً، بإدخال غواصات وسفن جديدة إلى القوات البحرية خلال العام المقبل، كما أعلن عن المزيد من الخطط لتعزيز القوة البحرية للبلاد.
وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها طهران إرسال سفنها بالقرب من سواحل الولايات المتحدة، ففي عام 2014 صرح قائد القوّة البحرية آنذاك، الأميرال “علي فدوي”، إعتزام بلاده إرسال سفن قريبة من الحدود البحرية الأميركية كمعارضة لوجود البحرية الأميركية في “الخليج العربي” و”بحر عمان”.
تعزيز الأسطول الإيراني في بحر “قزوين”..
صرح قائد القوات البحرية الإيراني، بأن منصة إطلاق الصواريخ الجديدة من فئة “بيكان” سوف تنضم إلى الأسطول الإيراني في بحر “قزوين” الواقع غرب آسيا، الإسبوع المقبل، ووصف “خانزادي” هذه الخطوة بأنها دليلاً على الجهود التي تبذلها طهران من أجل حفظ السلام في هذه المنطقة.
يشار إلى أن الخبراء الإيرانيين تمكنوا من تحقيق تقدماً كبيراً في مجال التسليح العسكري منذ انتهاء الحرب العراقية – الإيرانية، حتى وصلوا إلى مرحلة الإكتفاء الذاتي من إنتاج المعدات والأنظمة العسكرية الأساسية للجهاز الدفاعي.