لم تعد الدعوة إلى تعاليم الدين فيما يبدو هي الهدف من خطبة الجمعة عند المسلمين في العراق، إذ بات من الأفضل التودد إلى الكتل السياسية بالتطرق إلى أحاديث وشؤون الدولة بديلا عن مناقشة الروحانيات ومباديء وتعاليم الدين الصحيحة لنشرها بين الناس.
ذاك ما كشفته خطب الأئمة اليوم الجمعة 23 تشرين الثاني / نوفمبر 2018، في مناطق متفرقة بالعراق، فنجد إمام “جمعة” الكوفة ضياء الشوكي، يطالب بتثبيت العقود والإجراء اليوميين في وزارة الكهرباء، معتبرا من على منبره تلك القضية مهمة وعلى الحكومة العمل عليها بالسرعة الممكنة.
وقال الإمام إن العراق ابتلى بعملية سياسية هوجاء وسببها الاحتلال البغيض بمناهج المحاصصة الطائفية وغيرها من الامور فجعلت الهتك بالشعب العراقي وزرعت الخوف بينه وبعزيمة شيطانية لا تكل ولا تمل ابداً .
ولفت إلى أن العملية السياسية لم تترك للعراق غير الدمار للشعب في ظل حكومة تهتم بمصالحها الخاصة ومتناسيه هموم شعبها، ثم كشف الإمام عن مآربه وهدفه من الدخول في عالم السياسة، فليس أفضل من الثناء على زعيم التيار الصدري وتحالف سائرون، فأخذ يقول من على المنبر: هناك رجل برز من ذخائر آل محمد.. رجل بحجم أمة وهو الزعيم الهاشمي مقتدى الصدر أعزه الله.. آل على نفسه إلا أن يكون من المصلحين بالرغم من حياكة المؤامرات وذيول العملاء الخونه.
هكذا ترك إمام الكوفة دعوة الناس إلى تعاليم دينهم وراح ينافق الصدر، عله يعطيه منصبا أو يقربه في مرحلة ما.
ثم نأتي إلى إمام جمعة النجف صدر الدين القبانجي، فنجده يحذر مما وصفه بالخطر الحقيقي لـ “عودة داعش”، ويطالب بالتحرك تجاه الموصل والأنبار لحماية تلك المناطق من هذه المخاطر.
ثم راح يثمن موقف الحكومة العراقية بخصوص ما وصفه بـ “استقلالية القرار العراقي”، موضحا أن حكومة عبد المهدي اتخذت اجراءات جديدة لحفظ الأداء الوزاري والدفاع عن سيادة العراق واستقلالية قراره ورفض الإملاءات الأمريكية بشأن العقوبات على إيران، وكأن سيادة العراق تأتي من الخضوع لإيران وتنفيذ رغباتها السياسية والتجارية.. يقول قائل.
المصدر: كتابات