من قال ان بغداد الاسوا
د. حيدر سلمان
كتابات من الواقع الذي عشناه
بعد اربع سنين من الغربة والكثير من الكلمات التي كنت اسمعها بشكل شبه يومي ان بغداد انتهكت وفضت عذريتها، واكثر مما يتداول عنها يزيد في الاساءة لها وكلنا نسمع يوميا ونقرا وننقل عما يتداول ما يسيء لها واخرها اختيارها كاسوأ مدينة للعيش وهو مانشرناه وكانت اغلب الردود تشير للتاكيد نحو صحة ذلك، ومن غير هذا وذاك الكلام شبه يومي بان لاتتورط بالرجوع وفكر اكثر حتى لو كان زيارتها فقط وليس عودة كاملة.
لا اخفيكم، شخصيا كنت احمل النقيضين من المشاعر، فمنها التوجس خيفة مما قد يحدث والتلهف لرؤيتها، وعدت برا من عمان في طريق طويل ومررت بالرويشد ومن بعدها طريبيل وكل ما رايته كان حياة في حياة حتى البر يفيض بالحياة وكله ازهر السوسن البري ليجعل الصحراء الغربية اشبه بلوحة ترحيب جميلة وهي تمد اذرعها لتقول اهلا ومرحبا لمن تركني جافة قاحلة جرداء مالحة وتستقبل ابنائها بمكياج اخضر واصفر يسر الناظرين.
كذب المحذرين وصدقت بغداد
لا استطيع نكران بعض من سوء مارايته من انقاض وتعدد نقاط السيطرة وعشوائية الناس وقلة نظافة المكان وانا كل ما اراه احلله و أوله لكني بعد ذلك رايت من بغداد اوجه تسر الناظرين وهي تقول اني اجمل من ان يتم نكراني كعاصمة حية بشبابها الذين على مايبدو انهم لايعرفون معنى النوم حتى اصبحت اظن ان شباب بغداد عموما قليلي النوم مقارنة باقرانهم من بقية العواصم، فبعد ساعات وبداية الليل الجميل في بغداد، الا وكنت في الاعظمية الجميلة وليلها البراق واكلاتها الراقية واناسها الطيبين ولتكون باقي الليالي بين مقهى دار الاطرقجي ومثقفيها وكثير من الاصدقاء الاعلاميين ممن كنت على تواصل معهم بالواقع الافتراضي رايتهم هناك.
ولتتوالى بعد ذلك ليالي البيروتي والكاظمية وزيارة الامامين لماطلبته الروح من سكينة.
نعم انها بغداد التي لاتنام وفلافل العطشان بعد الواحدة ليلا وكثرة الدعوات من هنا وهناك وما ان يمر الليل لترى بغداد النهار حيث الحركة التي تجعلها من اكثر العواصم حركة وازدحام.
اين من صور لنا بغداد ليس فيها غير القتل الممنهج وخوفت ابن البلد قبل الخارج عنها.
يجب ان اذكر ان عدد الكتاب في العراق والمراقبين والمحللين هو الاكبر اذا ما قارناه ببقية الدول وهذه حالة صحية وليست سلبية.
وللمتنبي وشارعه الثقافي كان له مني زيارة لاقف بين قامات الكتاب العراقيين وسياسييه وما رايته فعلا مفرح وتختمر في مخيلتي اسماء يجب علي ذكرها ف “واثق الجابري” يكتب و “حيدر الموسوي” يراقب والعراق هو الرابح بين هذا وذاك ونرى بغداد بحلة جميلة.
اين من قال العراق انتهى
اين من قال لاتذهب بحجة الخوف علي
اين من وصف بغداد بانها الأسوء
ارد بقولي لكم انها بغداد التي لاتموت وعلى كل القلام ان تكتب لجمالها ونشاطها، كما اقول لمن قال عليك ان تتلفت يمينا ويسارا خوفا على حيلتك، انني قريبا في البصرة وربما الموصل كذلك لارى المزيد وما رايته الجمال والحيوية بعينها.