في خطوة جديدة للسيطرة على “مضيق هرمز”، أعلنت القوات المسلحة الإيرانية عن بدء مناورات بالقرب من “مضيق هرمز” الاستراتيجي، التي ستستمر يومين، تحت مسمى وشعار “محمد رسول الله”.
وأعطى إشارة انطلاق مناورات “محمد رسول الله 5″، مساعد شؤون التنسیق للجیش الإیراني ورئيس مجلس إدارة هذه المناورات، الأدمیرال ”حبیب الله سیاري”، عبر كلمة السر لهذه المناورات ”يا رسول الله”.
لرفع مستوى المهارات الدفاعية..
أفادت وكالة (مهر) الرسمية، أن المناورات انطلقت في جنوبي وجنوب شرقي إيران. وتهدف إلى رفع مستوى القدرات والمهارات الدفاعية وتحفيز الروح الحماسية ونقل خبرات المحنكين في هذا المجال للأجيال الجديدة، إضافة إلى تقييم المهارات التكتيكية التي تم تعليمها وقدرات التحرك واطلاق النار والتنسيق بين كافة القوات ورفع مستوى التخطيط أثناء إجراء العمليات.
رصد نشاطات العدو وتدمير وحداته..
قال الناطق باسم المناورات، “محمود موسوي”: “ستشارك في المناورات السفن والغواصات والمروحيات، وتتدرب طواقمها على رصد نشاطات العدو واعتراض وتدمير وحداته، لمنعه من الوصول إلى المياه الإقليمية الإيرانية”.
كما أضاف: “القوات ستتدرب كذلك على الدفاع الساحلي ونصب الحواجز والسواتر والكمائن والهجوم المضاد على قوات العدو باستخدام صواريخ (فجر 5) و(نازعات)، مع تمارين اسناد المروحيات والطيران للقوات البرية وستحمي بطاريات المدفعية الثقيلة”.
تحذير سفينتين للتحالف..
مع بداية انطلاق المناورات حذرت الطائرات الحربية الإيرانية “سفينتين للتحالف”.
وأفادت وكالة (تسنيم) الدولية للأنباء، أن الأميرال “موسوي”، كشف أّنّه مع الساعات الأولى لمرحلة “استعراض القوة” قامت قطعتين بحريتين تابعتين لأسطول التحالف، بهدف استطلاع انتشار الوحدات البحرية للجيش الإيراني، بالإقتراب من منطقة المناورات، حيث قامت طائرات الإستطلاع برصد هاتين القطعتين وإبلاغ المقر التكتيكي للمناورة.
مشيراً إلى أن طائرات أخرى للمراقبة والإستطلاع قامت بالتحليق فوق هاتين القطعتين ووجهت إنذار لهما حيث ابتعدتا عن منطقة المناورات.
وتجري المناورات على مساحة 3 ملايين كيلومتر مربع في جنوب وجنوب شرقي البلاد وسواحل “مكران” و”بحر عمان” حتى مدار 15 درجة شمالاً بمشاركة واسعة من القوات البحرية والبرية والجوية ومقر “خاتم الأنبياء” للدفاع الجوي.
صواريخ (لبيك 1) حققت أهدافها..
عن التدريبات في يومها الأول، أعلن قائد القوة البرية للجيش الإيراني، العميد “كيومرث حيدري”، أن اليوم الأول من مناورات “محمد رسول الله (ص)” المشتركة للجيش شهد استخدام صواريخ (لبيك 1) بالغة الدقة والمدفعية ذاتية الحركة التي ضربت أهدافها المرسومة.
وقال العميد “حيدري” أنه في المرحلة الأولى من المناورات المشتركة تحولت وحدات القوة البرية إلى وحدات هجومية متحركة وأدت مهامها بشكل مناسب في تحقيق أهدافها المرسومة.
توجد ميزتين في المناورات..
معتبراً أن المناورات التي تجري في جنوب شرق البلاد وسواحل “مكران” تتميز بخصوصيتين، وقال إن الخصوصية الأولى تتمثل في الأجهزة الوطنية المنتجة من قبل وزارة الدفاع وعلى يد القدرات الوطنية، والتي استخدمتها القوة البرية في هذه المناورات، والثانية هي أن جميع التكتيكات والتقنيات التي جرى استخدامها في المناورات هي وطنية وتم وضعها من قبل قادة ومسؤولي ومدراء القوة البرية.
إكمال التدريب على نظريات مراكز تأهيل الجيش..
أوضح العميد “حيدري” أن واحدة من أهداف المناورات المشتركة للجيش؛ هو إكمال التدريبات على نظريات مراكز تأهيل الجيش واختبارها على أرض المعركة.
وأعرب عن إرتياحه لأداء وحدات القوة البرية في اليوم الأول من المناورات، مؤكداً على أن استنتاجه من أداء منتسبي القوة البرية “المثابرين” هو أن مراكز التدريب والكليات العسكرية قد خرّجت ضباطاً جديرين وقوات مستعدة للتضحية.
خطوة لتعزيز الإجراءات العقائدية..
كما أشاد العميد “حيدري” بالأداء الدقيق لمروحيات طيران الجيش، وكذلك بأداء وحدات “المغاوير” والمدرعات والمدفعية والحرب الإلكترونية والهندسة للقوات البرية في إنجاز المهام الموكولة إليها، معتبراً المناورات المشتركة للجيش بأنها خطوة كبيرة في تعزيز الإجراءات العقائدية.
تحرش جديد لإستفزاز “ترامب”..
حول ما حدث مع سفينتي التحالف؛ قال الباحث في المركز العربي الإفريقي، “إسلام نجم الدين”، أنه مجرد تحرش جديد لإستفزاز “ترامب” لعلمهم الشديد أن وضعه في الولايات المتحدة لا يسمح بأي إجراء ضدهم.
وحول مدى صحة إطلاق مصطلح “مناورة” على تدريبات داخل الجيش، قال أن السياسيين الإيرانيين يجيدون اللعب على المتناقضات مع الولايات المتحدة، وتسمى “مناورة” طالما تم الإخطار بها، وإيران أعلنت قبلها لأنها تمارس في مياه دولية.
تعتمد على التصدي للبحرية الأميركية..
أما سبب أن الجيش الإيراني يعتبر الوحيد الذي يجري مناوراته منفرداً بدون الإشتراك مع أي جيش آخر يرجع إلى أن كل مناوراته تعتمد على التصدي للبحرية الأميركية وإغلاق “مضيق هرمز” وزرع ألغام، والصين والهند لن يغامروا بإستعداء الولايات المتحدة علناً، وتعتبر هذه المنطقة حرجة، حيث أن إيران دائماً تضع نماذج هيكلية لحاملات طائرات للتعامل ضدها، ويعني هذا أن الاستراتيجية القتالية لإيران تقوم على أمر أساس؛ وهو إغلاق “هرمز” فور حدوث أي تصعيد، وتعتمد على نظرية الإغراق الصاروخي.