تعتبر الخدمة العسكرية أحد تحديات الشباب الإيراني، تلك الخدمة التي هي على قدسيتها تمثل مثار خوف للبعض. فالشباب يتصور أنه لا يستفيد من تلك المرحلة من حياته لأنها لا تحقق لهم أي نتائج.
اتفاقية لدمج المجندين الشباب في سوق العمل..
لكن بالأمس نُشرت أخبار مثيرة للتفاؤل بالنسبة لأولئك الذين حانت مواعيد تجنيدهم. وبحسب صحيفة (القانون) الإيرانية، فالقائد “محمد حسين باقري” يعمل من رئاسة أركان القوات المسلحة على تنفيذ تغييرات مفيدة على المجموعة تحت قيادته. وفي هذا الصدد وقع، أثناء لقاءه مع “باسور ناستاري” مساعد رئاسة الجمهورية لشؤون العمل، اتفاقية تنص على توفير الفرصة للمجندين لدخول سوق العمل وتهيئة المجال المحلي للريادة العملية والحداثة. وخلال مراسم التوقيع أعلن “ناستاري”: “إن رفع مستوى مهارة المجندين الإيرانيين قد يؤسس الأجواء القيمة لبناء اقتصاد العمل”.
وحول الجدوى من توقيع اتفاقية التعاون، التي تهدف إلى تجهيز الكتلة الشبابية والمجندين في مجال الإبداع في خلق فرص العمل الابداعية، يقول: “بحسب الاتفاقية، يقضي المجندون مدة ستة أشهر إلى عام بنهاية الخدمة في مؤسسات تعليم المهارات التعاونية والخاصة والوحدات التكنولوجية والشركات بالشكل الذي يؤهلهم للعمل بإكتساب التعليم والمهارات التخصصية”. وأضاف: “تنمية ثقافة الاقتصادي التعليمي في القوات المسلحة، أحد أهداف الاتفاقية المبرمة بين الجيش ورئاسة الجمهورية. فالاتفاقية تسعى إلى تهيئة الطريق أمام الدور الريادي لقطاع كبير من ضروريات تحقق الاقتصاد التعليمي بالدولة وأعني العنصر البشري الشاب والمتعلم، الذي يقضى مدة الخدمة العسكرية ودرهم في تنمية بيئة الأعمال الريادية والحداثة. والأكثر من ذلك، فإنه بموجب التعامل بين الجيش والرئاسة يمضي سنوياً حوالي ألفي شخص من الموهوبين بعض الوقت في المؤسسة الوطنية للنخبة ضمن المشاريع الدفاعية للمجندين، ومن حسن الحظ فقد هيأت الاتفاقية المبرمة بين الطرفين المجال، بحيث يشمل المشروع المجندين في الحوزات غير الدفاعية سعياً إلى زيادة الأعداد”.
من جهته شدد “باقري”، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، إلى أهمية إستغلال فترة التجنيد في كسب المهارات وتوجيه الشباب للإنخراط في سوق العمل. وقال: “ينص الاتفاق مع مؤسسة الرئاسة على توفير الفرصة للمجندين للتدريب في شركات تلقين المهارات والتعرف على مهارات سوق العمل بالشكل الذي يؤهلهم بعد إنتهاء فترة التجنيد للعمل والريادة. إن (مشروع المجند الماهر) يهيء المجال المناسب الذي من شأنه رفع أستعداد الشباب للإنخراط في سوق العمل ضمن إطار تليقين المهارات الاجتماعية والدفاعية. وينص المشروع على أن يقضي الشباب دورة مزدوجة أثناء فترة التجنيد، بحيث يكتسب إلى جانب القدرات الدفاعية والحفاظ على الدولة، المهارات المطلوبة في سوق العمل. ومعروف أنه يتم سنوياً تجنيد 400 ألف شاب تقريباً، يتم إختيار ألفين منهم في أول سنة للإنضمام إلى مشروع تعليم المهارات، ومع زيادة المعدلات سوف يصل عدد المتدربين إلى حوالي 200 ألف شاب، وسوف يزداد العدد في السنوات التالية”.
أهداف الاتفاقية..
تشمل أهداف التعاون بين الهيئة العملية والتكنولوجية المساعدة برئاسة الجمهورية مع رئاسة أركان القوات المسلحة، تغيير الثقافة المجتمعية بغرض زيادة ميول ودوافع الشباب لأداء الخدمة العسكرية، وتوجيه آحاد المجتمع لإكتساب المهارات التعليمية، وتطوير المهارات العملية للشباب وتسهيل فرص الحصول على فرصة عمل لكل من أنهى الخدمة الوطنية، وخلق روح قيمية بين الخريجين الجامعيين، وتحسين مستوى المعلومات العامة والخاصة المطلوبة في سوق العمل، والإستفادة الكبيرة من القدرات والإمكانيات التي تستهدف القضاء على الإحتياجات الصناعية بالدولة، وكذلك ترويج ونشر ثقافة الريادة العملية عن طريق توطير بيئة العمل الريادي والحداثي وتنظيم نشاط الشباب المتخصص والمبدع في إيران.
مشروع إستبدال الخدمة الإجبارية..
تتولى رئاسة الجمهورية بالتعاون مع أركان القوات المسلحة، إتخاذ الإجراءات اللازمة لخلق بنية تحتيتة تعريفية بالقدرات المهارية للمجندين والتعريف بإحتياجات ومتطلبات الشركات المشمولة بالاتفاقية وتقديم لائحة بأسماء من تتوفر بهم الشروط إلى هذه الشركات. كذلك وبغرض تطوير بيئة حداثة وريادة الشخصيات الرئيسة ومؤسسي الشركات الناشئة الناجحة، يمكن للشركات والمؤسسات تعليم المهارات والشركات الإبداعية تقديم مشروعات لإستبدال الخدمة الإجبارية في إطار ضوابط الأركان العامة للقوات المسلحة.