بقلم: هارون محمد
في كل مرة، يطلع فيها، النائب عن حزب الدعوة، خلف عبدالصمد، في ثرثرة جديدة، يصير مضحكة، حتى أنه تفوق على رفيقه الذي انقرض، عباس البياتي، في التهريج والافتراء، من دون أن يشعر، أنه يكذب ويفتري، على طريقة سيده نوري المالكي، زعيم الدجالين، وكبير المنافقين، والصفة الأخيرة، ليست من اختراعنا، وإنما صاحبها، إبراهيم الجعفري، الذي يتمسك بها، ويُصرّ عليها، عندما يرد اسم (أبو ما ننطيها) وقد تحول عقب سنة 2014، إلى(أبو فالتها)، وما زال يحتفظ بالصفة الأخيرة، ولا يستطيع الفكاك منها.
خلف عبد الصمد، أعاد إلى الواجهة، ذكرى خلف بن أمين، وهو شخص هامشي ولزج، كما يصفه الموروث الشعبي العراقي، ولكنه، رحمه الله، لم يكن مؤذياً للناس، مثل ابن عبدالصمد، فقد كان، وفقاً لمرويات من عاصروه، صاحب حركات استعراضية، ومبتكر بطولات وهمية، بينما خلف حزب الدعوة، يجمع بين الدجل والرياء، والتلفيق والافتراء، وآخر تصريحاته، أن أمريكا والسعودية، متفقتان، على إزاحة الشيعة، من الحكم في العراق، في طرح طائفي بغيض، وكأن القابضين على السلطة، هم شيعة حقيقيون، وليسوا أدعياء ومزورين، شوهوا التشيع العلوي، واصطفوا مع شيعة خامنئي، في خندق واحد، ضد الإسلام المحمدي، وتاريخه ورموزه، وإنسانيته، ومسيرته الحافلة بالإخاء والمحبة والحق.
أما أسخف تعليق لهذا الخلف الخِبل ـ بكسر الخاء ـ أنه تهجم على تظاهرات الناصرية السلمية، وما قدمته من شهداء وتضحيات، ووصفها بأنها ترمي إلى اقتحام (سجن الحوت) في المدينة، لتهريب الانتحاريين السعوديين، في استخفاف متعمد، بالدماء التي سالت في ساحة الحبوبي، وإهانة لشعب ذي قار، الذي انتفض على طغيان عملاء إيران، مطالباً باسترداد الوطن، وفك أسره من سطوة أحزاب الرذيلة، ومليشياتها الولائية السافلة، التي تتلقى أوامرها، من قم المدنسة بالطاعون، وطهران المريضة بالأحقاد على العروبة والعرب، علماً أن الحراك الشعبي في الناصرية، لم يرد في شعاراته، ذكر لهذا السجن القاتل، وإنما انصبت مطاليبه، على الحرية واحترام الشعب، وضمان حقوقه، ووقف الانتهاكات والسرقات التي يتعرض لها، من أحزاب السلطة، وقادتها الفاسدين.
ولأنه إمعة وذيل، فان خلف عبدالصمد، أمي في قراءة الأحداث وتقييمها، وهو الشاطر في اللصوصية وقلة الأدب، فانه يتباكى على شيعة الجنوب، ويشير إلى مخطط لاستهدافهم في كل شيء، بينما الحقائق على الأرض، تدمغ رأسه المنتفخ بالترهات، وتؤكد أن الأحزاب الشيعية، هي لا غيرها، التي خربت المحافظات الجنوبية، ونشرت بدعها وأباطيلها في ربوعها، ومنعت نهضتها، وأعاقت تطور مدنها، وسرقت إيرادات نفوطها، وجعلتها حاضنة للمخدرات، ومعبراً لتهريبها إلى دول الخليج، حتى باتت البصرة عروس شط العرب، والناصرية فاتنة الفرات، والعمارة أم المضايف والدواوين، مدناً عطشى وجائعة، يتسلط عليها، ويتحكم بإدارتها، أنفار من أصحاب السوابق، والشذاذ والمنحرفين، وكل كفاءتهم، أنهم سراق محترفون، وإلى الأحزاب والمليشيات ينتمون، حتى الذين عاشوا فيها، وتنعموا بخيراتها، وفي مقدمتهم هذا الخلف العار، انقلبوا عليها، وصاروا ينهشون لحمها، ويعمدون إلى إلحاق الأضرار، بأهلها الطيبين، وبيئتها النقية، وصدرّوا إليها، أتعس الأبالسة، وحفنة من الأشرار، انتظموا في واجهات حزبية وطائفية، أجندتها فصم جنوب العراق، عن حاضنته العراقية العربية، وتحويله إلى ضيعة إيرانية ملوثة، بالسحرة والخرافات والأكاذيب.
وآخر اكتشافات خلف بن عبدالصمد، أن السفارة الأمريكية ببغداد، أصبحت (دولة داخل دولة)، وينسى المعتوه، أن عمه المالكي، هو الذي وقع على شيك أبيض، للرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، سنة 2008، ضمن اتفاقية سميت الإطار الاستراتيجي بين البلدين، أبرز مفرداتها، السماح للقوات الأمريكية، باستخدام الأراضي والأجواء العراقية، لحماية الحكومات التي نصّبتها في العراق، والحفاظ على العملية السياسية (الديمقراطية)، ومنح السفارة الأمريكية، حرية التوسع في نشاطها، واستقدام الآلاف من الدبلوماسيين والموظفين والعاملين للانضمام إلى ملاكها، حتى صارت السفارة، خلال ولايتي زعيم حزب الدعوة (2006 ـ 2014) أكبر قلعة أمريكية، خارج الولايات المتحدة.
إن الرد على جواسيس إيران، ومنهم، خلف عبدالصمد، وكشف زيف ادعاءاتهم، وفضح نفاقهم، مهمة وطنية، لإنعاش الذاكرة العراقية، عن العملاء المزدوجين، والمرتزقة الأفّاقين، الذين يتنقلون بين السفارة الأمريكية ليلاً، وبين السفارة الإيرانية نهاراً، ويقبضون منهما أموالاً ووعوداً وضمانات، وما خفي كان أعظم.