سيموت الحزن
نحزن ونتفاعل ونتالم ونشجب وندين ونصرخ ونبكي ونضيئ الشموع ثم نسكت ونضحك ثم ننسى،ونبدأ نترحم وننتظر الموت من جديد وكلما حل الموت ضيفا انفعلنا من جديد لكننا صرنا ننفعل ونثورعندما يكون الموت ضيفا ثقيلاً من وزن المئة شخص واكثر،اما اذا كان خفيفا من وزن العشرين والثلاثين فلا نهتم خصوصا لو كان ذلك العدد قد خسرناه من منطقة او محافظة لاتمثل مذهبنا او قوميتنا فيمر حدث الموت مرور الكرام،ولو اردنا تصعيد الموقف نطالب الحكومة (التي اخترناها) والسياسيين المتقمصين دور حماة المذهب باصلاح الوضع وايجاد الحلول وتوفير الامن، ومن المؤكد ان الحكومة لن تعير لنا ذرة اهتمام لانهم ولاننا استمرءنا الموت،وعندما يبلغ السيل الزبى وتفور الدماء في العروق، يعلمون كيف يطفأون جذوتنا فالمذهب وحمايته هو حل نموذجي سريع ومؤثر تفوق قدرته تاثير مخدر العمليات، فبمجرد طرحه اعلاميا مع قليل من الاشخاص يُلبسوهم زي اصفر يقصون لنا بعض سيناريوهات عملياتهم الاجرامية ينتهي كل شئ وتُغييب العقول من جديد ونلقي اللوم على محافظة او مكون او سياسي وتذهب دماء ابناءنا هواء في شبك،المضحك والمثير للسخرية اننا لانصدق الحكومة في كل شئ الا في هذا الجانب المريض، والخلل طبعا ليس عند صروح الكذب والعمالة من ساسة العراق بل هو عند المجتمع فلو ان الفكر الطائفي لم يعشعش في عقله لما مر كذب تلك الطغمة، لكنهم خير من يعلم انهم وجدوا تربة صالحة لبذورهم الملوثة وهكذا ستسمر قافلة الدماء يقودها التوجه الطائفي النتن بكل اشكاله السياسي،والديني،والمجتمعي وسيعتاد الشعب رائحة الدماء وسيقل حزنه على مايخسره شيئا فشيئا الى ان ينتهي وسنبدأ نتفاخر بدمائنا المهدورة ونسمي اصحابها شهداء فوراً قبل ان نسال لم استشهدوا ومن هو السبب في استشهادهم،بل سنسعى لاهثين الى الموت لنفوز بكل تلك المسميات الفاخرة ظناً ان الحزن سيفنى هكذا ولن يبقى له معلم،هنا يستوقفني سؤال واحد لاغير،تلك الارملة النائحة او تلك الام الثكلى وذلك الاب المكسور القوام وكل من خسر عزيز بماذا سيعوضهم المذهب، وماذا ستقدم مسميات الشهادة والبطولة والفداء لهم،وكيف ينهي حزن قلوبهم الهتاف بعمر وعلي. بدأنا نشغل او نخدع انفسنا بهذه الحيل كي لانحزن ولا نشعر بذنب اشتراكنا بدماء الابرياء من خلال تاييد من يدير دفة البلد من طائفيين ومجرمين والسير على افكارهم، دماء ابنائنا في رقاب الساسة فمن يريد الثأر فليثأر منهم لا ان يطيعهم ويكون بيدقاً خشبيا بأييدهم من يريد ان يعوض خسارة العراق لابنائه عليه ان ينتفض صارخا بوجه سارقين القوت وكل من يدعمهم من عمائم واعلام وجمهور عندئذ ستبرد قبور من نُحب.
إنهاء الدردشة