بكلمات كاشفة وكأنها لحظة صراحة مع النفس .. يضع الجميع أمام مسؤولياته.. يبحث عن مخرج أخير للعراق .. يقدم نصائحه لعلها تجد من يستمع قبل فوات الأوان ..
فمنطقة الشرق الأوسط في رأيه باتت على صفيح ساخن، كل شيء فيها قابل للانفجار أو التفجير!.
إيران مُحاصرة وأميركا مُستهترة والسعودية فتحت خزائنها
د. حميد عبد الله الكاتب ومقدم البرامج السياسية في مقال له عن صراعات المنطقة، وإيران المحاصرة التي لن تقبل بالقيود ، وأمريكا المُستهترة التي لن تقبل هي أيضا بإرادات أخرى تنافس إرادتها، ولبنان المضطرب، وسوريا الممزقة.
ولم تغب السعودية عن رؤياه، فهي في نظره فتحت خزائنها لمن يُسقط ولاية الفقيه في إيران، وتركيا تتحدى ، أما العراق فإنه إن ظل تابعا لهذا الطرف، أو متخندقا مع ذاك فسيكون ساحة حرب، وملعبا لجميع اللاعبين صغارا وكبار!.
لم تأكل النيران من بلد مثلما أكلت من العراق
هو إنذار شديد اللهجة يطلقه عبد الله، يقول نصا في رسالته لعراقه ومسؤوليه إن “مافينا يكفينا أيها الناس.. لم تأكل النيران من بلد كما أكلت من العراق، ولم تجرب أسلحة الفتك والدمار على شعب كما جربت على شعب العراق ، ولم يتنازع المتنازعون للظفر بأرض كما تنازعوا على ارض العراق!، وهنا يذكر العراقيين بما حل بوطنهم وأن ما تبقى منه هي بقايا وطن يلملم جراحه.
جميعهم يدافع عن وطنه إلا العراق
يلفت النظر إلى أن الشعوب المتصارعة تدافع عن أوطانها بينما أبناء العراق يصارعون وطنهم ويمزقونه، فيقول: الإيرانيون يدافعون عن إيران، والأمريكان يتوسعون لا لنشر الحرية والسلام بل لزرع الكراهية والدمار وما حل بنا بعد 2003 كان وسيلة إيضاح لذلك.. إذ يكفي في رأي الكاتب ما حدث للعراق منذ الاحتلال الأميريكي وتبعاته!.
حكيم يُنقذ ما يمكن إنقاذه
يتوقع عبدالله للعراق مستقبلا غاية في الغموض والخطورة يحتاج إلى عاقل متزن صاحب عقل متوازن لإدارة شؤونه وعينه على استقرار بلده، فيقول هنا “تنتظرنا أشد اللحظات حساسية وحراجة نحتاج فيها إلى حصيف حكيم معتدل متزن ومتوازن يُبقينا بعيدا عن النيران، ويقف بنا على التل نراقب صليل السيوف، وضرب الرماح من غير أن تصيب منا مقتلا !.
يطلب الإعلامي العراقي صراحة من المسؤولين عدم التورط فيما سيحدث من معارك، ان لا يميلوا إلى كفة إيران في صراعها مع أمريكا ولا يأخذون جانب الولايات المتحدة إذا ما طلبت منهم التدخل إلى صفها في الصراع مع طهران، فإن لم تصب العراق طائرات الأمريكان فعليه أن يعمل على ألا تطاله صواريخ إيران!.
لا مصلحة لنا من نووي إيران ويكفينا ما سببه لنا مفاعل العراق
ويبرر الكاتب موقفه ودعوته بالوقوف على الحياد، بأنه “لاناقة للعراق ولا جمل في النووي الإيراني، مفاعلنا الذي كان أكبر المشاريع النووية في المنطقة، وأهمها حتى مطلع الثمانينات، تحول ،بفعل الحماقات وسوء التقدير والتدبير، إلى خردة أجهز على بقاياه النهابة والسلابة في صفحة الحواسم سيئة الصيت!”.
يُقارن “عبدالله” ما بين العراق وإيران في الثوابت، فيرى أن الثابت الوطني والقومي لدى إيران وغيرها ظل هو الأول والثاني والعاشر أما، في العراق فإن الثوابت الوطنية صارت في ذيل القائمة، وطغت عليها ثوابت المذهب والعرق والمنطقة والحزب!.
إيران لا يعنيها شيعة العراق أو اليمن أو لبنان
ويضرب مثلا آخر، إذ إن إيران في رأيه لن تفرط بشبر واحد من أرضها لسواد عيون شيعة العراق ولا شيعة اليمن ولا شيعة لبنان، أما في العراق فمن يصلي منهم على قبلة إيران لا يميز بين الصواريخ التي تضرب بغداد أو تلك التي تصيب طهران، ولا بين الطائرات التي تقصف العمارة أو تلك تستهدف خراسان أو خرم شهر بدعوى أن شركاءنا في المذهب هم ( أنفسنا وليسوا اخواننا)!، وهو ما استوجب استنكار كاتب المقال ليسأل صراحة “متى ندرك أن الوطنية هي المقدس الأول تليها وتأتي بعدها (المقدسات) الأخرى ؟!.
مؤكدا أن على جميع العراقيين أن يتيقنوا أن قادة إيران، بدافع الوطنية الإيرانية، لايعنيهم كثيرا إذا احترق العراق من بصرته حتى أبعد نقطة في شماله على ان تبقى مدن إيران سالمة باذخة عامرة!.
احذروا يا أولي الأمر
ليوجه نداءه الأخير إلى من وصفهم بـ “أولي الأمر” في العراق بضرورة الحذر من السير على ذات السياسات التي أخذت من العراق دما ومالا وأنفسا وأرضا وترابا، وأنه من اليوم ومنذ أعلن الرئيس الأميريكي دونالد ترامب قراره بفرض العقوبات الأقسى على إيران والسعى لمواجهتها، فإن على من في بغداد أن يرسم سياسات جديدة تعلي من قيمة الوطن العراقي وتحفظ أراضيه ومكوناته.