بقلم: لينا ألتميمي
عانى العراق بصورة عامة بعد الغزو الأمريكي عام 2003ظروف اقتصادية و اجتماعية صعبة وتكاد تكون مهلكة،حيث الارهاب والعصابات المسلحة تفشت بالبلد بصورة كبيرة اصبحت كالوباء القاتل تيتم البعض والاخر اتجه الى العمل بأعمال غير قانونيه تهدمت المدارس والجامعات اصبح القتل يتم اختياره على ( الهوية ) فرص العمل قلت بنسبة كبيرة والكثير من الامور السلبية التي بدورها تركت اثر كبير وملحوظ على الشارع العراقي .. لكن اهمها أطفال الشوارع
حيث تَعُج الشوارع بألاطفال. ففي كل شارع وتقاطع تجدهم منتشرين بدلاً من مدن الالعاب واصبحت ظاهرة معتادة وطبيعية للسكان . ترى هل الأسباب المادية وحدها التي دفعت العوائل ان تزج اطفالها للنزول إلى الشارع ؟ممكن ان تكون الاسباب جزء واضح من المشكلة لكنها ليست كل المشكلة.
لوحظ بشكل دقيق ان لأسباب غير مقنعة ازداد العنف الأسري حيث يتم اجبارالاطفال على ترك المدرسة وتعنيفهم جسدياً وعقلياً مما يدفعهم الى ترك منازلهم واللجوء الى الشارع بكل ما يحتويه من مأسي .. جزء من العوائل يجبر ابنائه بعد ان يزج به في الشارع ان يعود الى البيت لكي يأخذو منه ما حصل عليه من اموال او اشياء اخرى , اما الجزء الاخر يتبرأ منه الى الابدِ وهذا ما يُشجع العصابات واصحاب النفوس المريضه ان يستغلوهم بصورة بشعة مثلاً( يأويه في بيته مع مجموعه اخرى من الاطفال المشردين ولكن مقابل ان يعمل بالشارع طيل اليومِ ويأخذ منه كل ما يحصل عليه من اموال سواء لبيعه سلعة او أستعطاء)
وبعد أحداث العاشر من يونيو لسنة 2014 ازدادت نسبة أطفال الشوارع بسبب قتل الأباء والمعيلين وما اصاب بعض الاباء من عوق جراء الحروب وتهجيرهم بطرق بشعة مما ادى الى نزوح الكثير من العوائل من مناطق العنف والنزاع والقتل بدم بارد، وأصبحت المدن الامنة واجهة للكثير منهم بفعل الإرهاب، حيث ان منظمات الامم المتحدة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني صرحت ان بسبب الفقر المتفشي والنزاع لوحظ انقطاع العملية التعليمية لثلاثة ملايين ونصف طفل في أنحاء العراق او اكثر.
الواقع الاجتماعي في العراق لهؤلاء الأطفال هو مُخلفات حروب طائفية وحروب ضد الإرهاب،يعتصر القلب وتُهلك الروح عندما نرى هكذا زهور تفترش الارض لتنام وتتجه لاعمال مؤذية حيث ان من الطبيعي ان يكن مكانهم المدارس ومدن الالعاب والترفيه ومن الظلم نجدهم ينظرون الى اطفال الطبقات الراقية وما يملكوه من وسائل ترفيه سواء ببيوتهم او الاماكن المخصصة للعب.
وفي أوائل شهر أبريل/نيسان لسنة 2003 عندما سيطر الاحتلال على العراق أصبح المجتمع العراقي يتغيرتدريجياً،
حيث بدأت الطبقة الوسطى هي ذاتها بالتغير بعد أن كانت مقسمة الى قسمين: طبقة وسطى عليا، وطبقة وسطى دنيا ,نجد الآن المجتمع مقسم إلى طبقة عليا من الأثرياء، والتي هي سبب بلاء المجتمع العراقي. حيث أن نصف هذه الطبقة إذا ما بالغنا، تعيش على الفساد المالي في الدولة وسرقة مؤسسات الدولة. وطبقة وسطى عليا والتي تتمثل بالموظفين الذين متاح لهم كل شيء من قروض ميسرة ومنح ومخصصات وسيارات وقطع أراضي، وكذلك الانتشار الواسع للمدارس الأهلية التي ادت بسقوط المدارس الحكومية بشكل كبير حيث يلجأ جزء كبير من العوائل اليها رغم غلائها ولكن بسبب سوء التدريس بالمدارس الحكومية ، وباستطاعة هذه الطبقة دفع أقساط أبناءها بسهولة.اما الطبقة الثالثة” وهي طبقة الفقراء المحرومة من كل الامتيازات والتي يرتاد أبنائها المدارس الحكومية وفصولها المتعبة المتكدسة. كذلك عدم وجود ضوابط من الدولة لضبط عملية جودة التعليم ومنع تسرب الأطفال من المدارس. بالإضافة إلى كثرة أعداد الشباب العاطلين عن العمل في وقتنا الحاضرحيث يواجهون صعوبه كبيرة جدا بأيجاد فرصة عمل لذا عندما يلجأ الطفل الى العمل في بيع المناديل او الماء او حتى الطعام البسيط يكون قد حصل على استعطاف الناس اكثر ويبدأ يضمحل هذا الطفل اكثر واكثر .. مايحصل له من ضغط نفسي وسوء معامله يجعله يصبح كالألة يعمل بدون مشاعر وطموح وحتى مستقبل كل غايته ان يعيش يومه حتى نهايته غير مبالي بغداً ماذا سيحصل.
وفي الاونة الاخيرة ازدادت نسبة الطلاق بصورة كبيرة ومخيفه حيث ان الزواج اصبح فاشل لاسباب واضحه منها الفقر او المستوى الفكري او الطيش وهذا يدفع ثمنه الطفل الذي يولد بهذه البيئة ,سرعان ما يجد الرجل نفسه غير قادر على الاستمرار بهذا الزواج تاركاً زوجته في بيت اهلها حامل غير مدرك حجم المسؤولية ولا يبالي انه سيولد طفلٍ حيث ان البعض منهم يرفض ان يُجل هذا الطفل بأسمه تهرباً من دفع مستحقاته ومصاريفه وهذا يؤذي الام بصورة بشعة فأغلبهن غير عاملات ولا يمتلكن دخل كافي لسد احتياجهن اواحتياج اطفالهن وبالتالي سنجد ان الطفل ما هو الارقم أنضم الى ارقام اطفال الشوارع.
تعددت الاسباب والاطفال الضحية الكبرى هؤلاء الزهور الذين يفترشون ارصفة الشوارع ويتأوون تحت ابنية الاماكن المهجورة هرباً من اي عواصف او امطار ان لم نجد لهم حلاً وان كان بسيطاً للأسف سنجدهم في فترة وجيزة اصبحوا من اشرس المخلوقات التي قد تؤسس بذرة الارهاب لأنهم ذاقو المر في احلى مرحلة عمرية.
لم ولن نجد اي حلاً من الدولة لأنهم غير قادرين على حل المشاكل الاصعب التي ادت في البلاد الى الهاوية .. يوماً بعد يوم تزداد الاحزاب والفصائل والشعب تائه بينهم (القتل والسلب والنهب والنصب والخطف ووو ) هذه المسميات اصبحت جزء واقعي من حياتنا, الطفل هنا بدلاً من ان يحمل لعبة او كتابٍ او اي وسيله تسلية نراه يحمل سلاحاً بلاستيكياً ويهتف بِحب الوطن الذي سيأتي يوماً يلعن حظه الذي اتى بهِ في هذه البلاد المهمشة المحطمة فلا مستقبل به ولا طفوله بريئة تعاش هنا.
انقذوا اطفالنا من شوارع الأرهاب