نحتاج الى رجل يذكرنا بـ “غاندي”
بقلم : اسماعيل الجنابي:
استوقفتني مقولة شهيرة اطلقها الاب الروحي للهند المهاتما غاندي ( لم اتعلم لعبة الشطرنج لأنى لم أحب أن اقتل جيشي وجنودي كي يحيا الملك ) كل شيء زائل في هذه الدنيا الا الاعمال الصالحة، تبقى خالدة في سفر التاريخ ، وهنيئا لمن ترك خلفه اجيالاً تخلد ذكراه ،حتى يصل الحد عند بعض الناس ان تذرف دموعها او ان يعتصر قلبها حزناً لفراقه . لم تنجب البشرية دكتاتوراً وطاغيةً تقبله العالم باسره في محبة الناس له مثل غاندي ، لم يكن جوهرة الهند جنرالا عسكريا أو حاكما أو ملكا أو فاتحا ..بل كان رجلاً بنى عرشه في قلوب الناس بالمحبة والاخلاص .. هكذا كان يصفه مشيعوه وهم يحملون نعشه ، فيرقد بطمأنينة وسلام على اكتاف الرجال الذين يحملونه سائرين بين الطرقات المغتصة بالمشيعين والمشيعات. كنت أتمنى كما غيري يهواه التمني ،ان يولد من رحم بلدنا العزيز المثقل بالجراح ( غاندي العراق ) ينقلنا من السكون العاقر الى الحركة الولود ، ينظر الينا بنظرة تعتليها العدل والمساواة ، والمحبة والاخاء ، يجمع شملنا بعد ان فرقنا الظالمون ، يداوي جراحنا بعد ان اصابنا الحاقدون ، يصون اعراضنا بعد ان انتهكها المجرمون ، يحفظ اموالنا بعد ان نهبها السارقون، بدء دخلاء السياسة وعشاق المصالح الضيقة يتقاذفون التهم وفتح ملفات الفساد فيما بينهم في معركة الاستيزار الحكومي ؛ بل يحاول كل طرف ان ينشر غسيله الوسخ على حبال غيره كي ينأى بنفسه عن ما سيناله منه ،والنتيجة ان اغلب السياسيين غير مقتنعين بان التغيير القادم سيكون عن طريقهم ، لسبب بسيط انهم ليسوا قادة ولا يحملون اخلاق الفرسان ، واذا أراد احد من هؤلاء ان يشذ عن القاعدة ويبدأ بالتغيير ، ويحمل سمات وملامح ( غاندي العراق ) وينتصر على خصومه ان يتمسك بأقوى سلاح امتلكته الطبيعة وهو ( الحب ) وليس الكراهية، فالكراهية شكل مهذب للعنف وهي تجرح الحاقد ولا تمس المحقود عليه أبدا”. عندها يمكن ان نبني الوطن بمعاول المحبة والصدق والتسامح ، دون ان يكون للحقد والكراهية والثأر مكاناً في قلوبنا . السلام والرحمة على لؤلؤة المحبة غاندي ، ومن سار على خطاه .. والعار كل العار لمن يحمل في قلبه لغة الثأر والحقد والكراهية .