من يصلح الملح اذا فسد؟!
بقلم:ا.د عبدالرزاق محمد الدليمي
يعلمنا تاريخنا الحي ان الاندلس سَقطت الأندلس يوم أُحرِقت كتب ابن رشد، وبدأت نهضة أوروبا يوم وصلتهم أفكاره!
أول قاعدة حوّلت الإسبان والأوربيون صوبَ النّور، مقولتهُ التى حَسَمت العلاقه مع الدين: (الله لا يُمكن أن يُعطينا عقولاً، ثم يُعطينا شرائع مُخالفه لها)، وحسمت مقولتهُ التّجارة بالإديان (التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المُجتمعات التي ينتشر فيها الجهل، فإن أردتَ التحكم في جاهل، لا عليك إلا أن تُغلّف كلّ باطل بغلافٍ ديني).. وعلى ضوء ذلك أصدرَ دجالوا الدّين فتاواهم بحرق جميع كتبه، خوفاً من تدريسها لما تحتويه من افكار بناءة تسبق زمنها وبالفعل زحف الناس إلى بيته، وحرقوا كتبهُ حتى أصبحت رماداً،وعندما بكى أحد تلامذتهُ بحرقة شديدة.. قالَ ابن رشد كلمته الشهيرة( يا بُني، لو كنتَ تبكي على الكُتب المُحترقة فاعلم أنّ للأفكار أجنحة، وهي تطيرُ بها إلى أصحابها، لكن لو كنتَ تبكي على حال العرب والمُسلمين، فأعلم أنّك لو حوّلت بحار العالم لدموع لن تكفيك).
عندما فسد الملح
راعني المشهد الذي يظهر الرجل المعمم الاعرجي وهو جالس يوجه مجموعة من المعنيين بالقطاع الكهربائي كما دهشت من رجل معمم آخر يقول لاعليكم بأي شئ مادام لدينا زيارة الاربعين ومعمم اخر يفتي بتحليل استخدام الرقي للاغراض الجنسية وآخر يفتي بتحليل اكل الروبيان الابن ويحرم اكل الروبيان الام ….وووووووالخ ،من البلاوي التي نزلت ولا تزال على عقول العراقيين منذ احتلال بلدهم.
كان العرب وفي مقدمتهم العراقيون منذ حضاراتهم الاولى قبل ثلاثين الف سنة يفتخرون بعلمائهم الذين لم يتركوا مضمارا من العلم الا وتفوقوا به ورغم تغيير الانظمة والدول والقادة بقى العراقيون شعلة مضيئة تنير درب كوكب الارض بما اجادوا فيه من علوم وابدعوا فيه من انجازات شكلت الاساس لما قامت عليه الحضارات البشرية اليوم….واستمر عطاء العرب فكانوا وراء نهضة اوربا وخروجها من ظلمات القرون الوسطى لاسيما بعد سيطرة رجال الكهنوت والكنيسة على كل مقاليد الحياة(كما يحصل الان في العراق المحتل) الا ان اطلاع بعض عقلاء اوربا على الموروث الفكري لعلماء الاندلس وفي مقدمتهم ابن رشد ، وربما كان اطلاع الاوربيين على تلك الافكار وغيرها بداية ما سمي بعصر النهضة والتنوير وتم حينها تحديد واجبات رجال الكنيسة ومهامهم ومنعوا منعا باتا من التدخل بأي شئ يخص حياة المجتمع سياسيا او اقتصاديا او ثقافيا او عسكريا ، ولم يسمحوا لهم بممارسة اي عمل خارج اطار العمل الديني الروحي الارشادي داخل حدود بناية الكنيسة وبذلك خلصوا المواطنين من جور وظلم رجال الكنيسة الذي طالما ضحكوا وبطشوا بالناس وباعوهم الهرطقات مثل مفاتيح الجنة وغيرها من البدع والخرافات.
تشير المصادر ان رضا بهلوي والد شاه ايران كان يرغب بنشر التعليم وهو من اسس جامعة طهران، وابتعث الطلاب لدراسة العلوم في أوروبا، وعندما نفاه البريطانيين اراد ان يناكفهم في منفاه عندما قال لهم انه اسس جامعة طهران لتكون منارا للعلم واستخفوا به قائلين لن يكون للجامعة أي دور لانهم اسسوا حوزة قم لتهدم كل شئ تبنيه الجامعة ولمن لايعرف فأن رضا بهلوي الاب هو من غير اسم البلاد القديم “فارس” الى “إيران” سنة 1934بعد أن سيطر بالتنسيق مع المستعمرين البريطانيين الأقاليم التي كانت تتمتع بالاستقلال مثل الاحواز العربية وبلوشستان ولرستان ومناطق الاذريين وغيرها إلى الدولة الإيرانية الجديدة.
هذا ما كتبته دينا عامر
كتبت دينا عامر بنت عامر عبد الله عضو اللجنة المركزيه للحزب الشيوعي العراقي قائلة ( اكو بعد احد عنده عين ينتقد صدام حسين .. هاي حكومتكم العتيدة تصرح بضرورة العودة لنهجه في بعض الأمور !وعدا هذا يعني شايفين النعيم من 18 سنة والأنجازات والمعجزات وجايين تنتقدوه ؟ياعمي شوية حطوا الله بين عينكم .. شارع مابلطت الحكومة القذرة الوسخة
مدرسة مابنت .. مستشفى ماعمرت .. قانون مو ضد المواطن ماسنّتولكم عين تنتقدون وانتم حكومتكم بعدها وعديدها لليوم عايشة ببيوت عمرها صدام وتمشي على شوارع عمرها صدام .. وتتعالج بمستشفيات عمرها صدام ..
انجاز واحد انطوني واحد بس غير :
– الطائفية
– القتل على الهوية
– حرق المحافظات
– تهجير ونازحين بالملايين
– تفجيرات. مفخخات
– ميليشيات
– ارهاب .. خطف .. اغتصاب .. اعتقالات
– تدمير اثارنا وحضارة عمرها 7000 سنة
– تدمير التعليم والصحة والتجارة والصناعة
– اي خدمات عدا الدعارة ماكو
– ماي ماكو .. اكو مخدرات
– كهرباء ماكو .. اكو مومسات
– قزرقط ماكو .. اكو حشيش
– شرطة ماكو .. اكو مرتشين
– سايسيين ماكو .. اكو قوادين
– وزراء ماكو .. اكو حرامية
– رئيس وزراء ماكو .. اكو دابة
– رئيس جمهورية ماكو .. اكو حمار
– رجال دين ماكو .. اكو ابو ثقب وابو قنادر
– نفط ماكو .. اكو فلوسه تنهب
– نصب جندي مجهول .. انباع
– خور عبدالله .. انباع
– الشمال .. انباع
– الجنوب .. انباع
مؤسسات .. انلغت
دولة ماكو .. والعراق مابقى منه غير بس حروفه
تأيد ايران .. انقلع لأيران روح اشتغل زبال هناك اذا قبلوك
– تأيد السعودية .. روح انقلع للخليج اذا قبلوا يشغلوك ماسح قنادر
– تأيد جهنم .. انقلع لجهنم وخلصنا من شرك
حرقتوا دين العراق لاسامحكم الله
وقسما بربي مو بعثية انا ولا كنت بيوم بعثية واكرر للمرة العاشرة ابوية كان ضد صدام حسين وشبع سجون وشبع تعذيب واليوم اقول ياعامر عبدالله بقبرك الله يرحمك انت غلط .. وانا غلط وكل ال مثلنا غلط
احنا شعب ماينحكم الا بيد من حديد ونار .. احنا شعب ثورة على الحق وعلى الباطل
احنا شعب حيّر حتى الأنبياء وقتل الأولياء ونكل بيهم وغدرهم .
دكافي عاد مو بزعنا والميعجبه الكلام .. الله ومحمد وعلي وعمر وياه وسبع حصوات
علواه على يوم من ايامك ابو عداي الف رحمة على روحك.
رساله الى مرجعية النجف (نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي)
هل يعقل ان كل ما يمر به البلد منذ ما يقارب 20 سنة من مصائب وكوارث وفقدان الاستقلال وسيطرة القوى الاجنبية وتمزيق الشعب واهانته واذلاله وتسلط الفاسدين بقوة السلاح وهدر المال وتحطيم البنى الارتكازية المعنوية والمادية وانعدام الخدمات والاستخفاف بالحياة البشرية وفساد القضاء وانهيار المنظومة القيمية وشيوع الرذيلة والفساد وتعاطي المخدرات وانتشار الالحاد لا يمثل كله سببا كافيا للفقهاء والمجتهدين في اتخاذ موقف قوي حقيقي من السلطة الفاسدة والتدخل الاجنبي؟
هل يرضيكم بان وجودكم وسلطتكم الدينية لا تمثل أي مصدر للقلق عند الفاسدين والمتلاعبين بحقوق الشعب؟ ألم تحثوا الناس على الاشتراك في الانتخابات ودعم قوائم معينة، وهو ما يعني مشاركة في العملية لسياسية ودعما لها؟ إن من أعظم ما أوجب االله على العلماء أن يكونوا مقدمة الناسِ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا منكر أعظم من هذا الذي يحصل الآن في العراق.. لقد حدد علي أمير المؤمنين (ع) ما يجب على أهل العلم من الوقوف مع الشعب ضد الطغاة الفاسدين فقال : … “ولولا ما أخذ االله على العلماءِ أن لا يقاروا على كظّة ظالم ولا سغبِ مظلوم؛ لألقيت حبلها على غاربها ولقيتُ أولها بكأسِ آخرها”
إن مسؤولية العلماء إذن في أن لا يقاروا على كظّة ظالمٍ ولا سغب مظلوم وأن لا يشتغل الفقيه بأي أمرٍ يلهيه عن ذلك وأن لا يتعلّل بالبحث والدرس كما يفعل قوم يرون أنّهم ليس عليهم غير التدريس والإفتاء.
وأذكرهم بقول الإمام علي (ع): أأقنع من نفسي بأن يقال لي أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الـدهر أو أكـون أسوة لهم في جشوبة العيش؟ فاللقب الذي يحمله المجتهد لا ينبغي له ان يقتنع به دون أن يكون جزءا من الأمة في معيشتها ومعاناتها.
ان دعوى ان المجتهد الفلاني غير راض او انه رفض اللقاء بسياسي من السياسيين ليس موقفا كافيا لمن يملك قوة أكبر على التأثير، لذا لا بد من تصحيح الأمور بموقف فعلي قوي حازم واخذ موقف علمائي شعبي لتصحيح الوضع الكارثي الذي تمر به البلاد…. والله المستعان.
الوردي يشخص بدقة
ذكر الوردي أن المجتمع العراقي كان له طابعا علمانيا، وأنه معروف، عبر تاريخه الطويل، بانفتاحه على الأديان المتعددة والمذاهب المختلفة حتى صارت هناك أديانا ومذاهبا في العراق فقط دون دول العالم الأخرى كالأيزيدية والشبك والكاكائية وغيرها.
إن الثورة الشعبية المستمرة في كل العراق والتظاهرات في ايران مثلا تدعونا للبحث عما يحدث في هذين البلدين فالكثير من شعوب المنطقة ينظرون على أنهما متماثلان بمعاناتهما بسبب أن فيهما حكومات تدعي انها شيعية، الا ان الفرق كان بوجود حكومة عراقية غير مؤهلة انبطاحية بشدة للنظام الإيراني ، وهذه أهم أسباب ثورة الشعب العراقي ضدها لأنها لا تمثل المجتمع العراقي.